للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمدْ ولدْ مطيعْ، الأولادْ بيلعبُ، الهوَ شديدْ، انتظرتُ ساعَ كامْلَ.

ومن هذا القبيل كذلك حذف آخر الكلمة التي يوقف عليها في عامية كثير من المناطق المصرية؛ كبعض مناطق بني سويف والشرقية ورشيد وغيرها، فيقال مثلًا: "أنت ياول" بدلًا من "أنت يا ولد", "فين أخوك محمود" بدلًا من "أين أخوك محمود", "ادِّيلُ خمسأرو" بدلًا من "أد له خمسة قروش"١.

وما حدث في اللغة العربية بهذا الصدد حدث مثله في كثير من اللغات الأخرى, فمعظم الأصوات الساكنة المختتمة بها الكلمات اللاتينية قد انقرضت في النطق الفرنسي, أو تحولت إلى أصوات ساكنة أخرى أضعف منها, أو إلى أصوات لين.

أما الانقراض فلم يكد ينجو منه إلّا القليل من أنواع هذه الأصوات plunbum, تحولت في الفرنسية إلى plomb التي ينطق بها plon بدون صوت الباء الأخير، compus تحولت في الفرنسية إلى champ ينطق بها chan بدون صوت p الأخير ... إلخ٢. ومن ذلك أيضًا حذف علامة الجمع S في النطق الفرنسي، وبذلك أصبح المفرد وجمعه المختتم بصوت S سيين في النطق ولا يختلفان إلّا في الرسم.

وأما تحولها إلى أصوات ساكنة ضعيفة فقد حدث في كثير من الكلمات المنتهية بأصوات مدوية sonores مثل أصوات v d d؛ إذ تحولت في الفرنسية القديمة هذه الأصوات القوية إلى أصوات ضعيفة صامتة مثل أصوات f t p "na v em gran dem تحولتا في الفرنسية القديمة إلى vef grant" وقد جرت عادة العلماء أن يطلقوا على


١ سار على هذا الأسلوب كذلك بعض اللغات العربية الفصيحة، كلغة طيئ، وقد جرت عادة المؤلفين من العرب بتسميته قطعة طيئ "أي: قطع اللفظ تمامه"، فكان يقال مثلًا في لغتهم: "يا أبا الحك" بدلًا من يا أبا الحكم, ولم يكن هذا مقصورًا لديهم على المنادى, بل كان عامًّا في جميع الكلمات.
٢ V. Dauzat, op. cit., ٧٥-٦٧

<<  <   >  >>