للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن يكون لكلّ شكل من أشكال اللام حرف خاص يرمز إليه, وإليك مثلًا آخر حرف الجيم: فإن النطق به يختلف اختلافًا كبيرًا باختلاف المناطق والأفراد, وباختلاف الكلمات؛ ففي العالم العربيّ وحده يوجد عدد كبير من أصوات الجيم, فالجيم المنقلبة عن قاف عربية يختلف النطق بها عن الجيم الأصلية، وكلتا الجيمين يختلف النطق بها باختلاف المناطق، فلكلٍّ من سكان الصعيد وسكان الدلتا والحجازيين واليمنيين والسوريين والبنانيين والعراقيين والمغاربة؛ فينطق كل جيم منها أسلوب صوتي خاصّ, يختلف عن أسلوب من عداهم، بل إن بلاد المنطقة الواحدة لتختلف أحيانًا بهذا الصدد فيما بينها اختلافًا غير يسير؛ فينبغي في "الكتابة السمعية" أن يكون لكلِّ شكل من أشكال الجيم حرف خاص يرمز إليه, وما قلناه في اللام والجيم يصدق على ما عداهما من الحروف.

الطريقة الثانية: طريقة الأجهزة في دراسة الفونيتيك "علم الأصوات"

إن عدم دقة الأذن الإنسانية في تمييز أنواع الصوت وخصائصه وإدراك نبراته وقياس قوته ومدته، والعوامل الكثيرة المحيطة بها والتي تجعل مدركاتها عرضة للزلل.. كل أولئك قد حمل علماء الفونيتيك -دراسة أصوات اللغة- على البحث عن وسيلة أخرى تبرأ من كل هذه العيوب، فاهتدوا إلى طريقة الأجهزة, وهي آلات تدار بطرق خاصة فلا تغادر صغيرة ولا كبيرة مما يتعلق بالصوت إلّا أحصتها وسجلتها بشكل تقاس باليد وتحسها العين، وتغني الباحث عن استخدام أذنه, وتقيه شر أخطائها، وتجعل بحوثه مبنية على أسس متينة صادقة لا يتطرق إليها الشك ولا يأتيها الباطل.

وترجع الحقائق التي ترشدنا إليها هذه الأجهزة إلى طائفتين مختلفتين: أحدهما تتعلق بطبيعة الأصوات، والأخرى تتعلق بمخارجها.

<<  <   >  >>