العصبية، فالذي يطلق عليه اسما مصنوعا من أوله إلى آخره، على شيء أيا كان، قد يكون مستهديا بتوافق نفسي، بين الأصوات والشيء نفسه.
هذا إلى أن كلمة:"كوداك" متمشية، مع قواعد اللغة التصويرية، فالسواكن تحتوي على نفس الحركة الصوتية، والحركات فيها نفس الجرس، الذي لآلة التصوير. وهذه الكلمة تعد على درجة من حسن الصياغة، تجعلنا نتساءل عما إذا كان في الإمكان، صياغتها على غير ما هي عليه. ولعل القدرة على خلق الكلمات، ليست إلا نوعا من الخداع. وهذه النتيجة تؤدي بنا إلى القاعدة اللغوية الكبرى، التي تقول: إن اللغات تسير على تحوير العناصر الموجودة، لا على الخلق، وهذا هو أول مبادئ النحو المقارن.
والمبدأ الثاني: هو أنه ليس ثمة بين الاصطلاح اللغوي، والشيء الذي وضع له هذا الاصطلاح، أية علاقة طبيعية، وإنما هي علاقة تقاليد. وهذا معناه أنه ليس هناك ارتباط طبيعي بين الاسم والمسمى، فالضمائر:"أنا" و"أنت"، و"هو" مثلا، ليس فيها شيء يدل بذاته، على أحد الأشخاص الثلاثة، وإنما تستعمل لأنه في جماعة بشرية ما، جرت التقاليد بأن تستعمل تلك الصيغ. ومن ثم نرى أكثر علماء اللغة حنكة، عاجزًا كغيره من الناس، أمام خطبة أو نص مكتوب بلغة مجهولة جهلا تاما.
فكثير من "كلماتنا، رموز تقليدية. ونحن نكتسب معاني هذه الكلمات، في طفولتنا المبكرة، ولكن بطريق التعلم؛ إذ لا يوجد في اللفظ ما ينبئ عن المدلول. فبالإضافة إلى عدم وجود أية علاقة بين كلمة "منضدة" وما تدل عليه مثلا، هناك شيئان يعارضان افتراض وجود أية علاقة طبيعية بينهما مهما كانت هذه الصلة غامضة، الأول: يتمثل في تنوع الكلمات، واختلافها في اللغات المختلفة. والثاني: يتبلور في الحقائق