للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التاريخية، فلو كانت معاني الكلمات كامنة في أصواتها، لما أمكن أن تتغير هذه الكلمات في لفظها ومدلولها، تغيرا يستحيل ربطه بالوضع الأصلي لها"١.

ويتضح من هذا كله وضوحا كاملا "أن القيمة التي يدل عليها الرمز، تتم بطريق التحكم والفرض، وأنه ليس هناك أي رابطة فطرية بين اللفظ ومدلوله. ولو صح الافتراض القائل بوجود علاقة فطرية بينهما، لكان حتما أن يتكلم الناس لغة واحدة، ولكن الأمر على غير ذلك، فكلمة: dog في اللغة الإنجليزية: يقابلها: chien الفرنسية، perro الإسبانية Hund الألمانية و inu اليابانية.

"اللغة المتكلمة تعتمد إذن على الاصطلاح، والاتفاق الجماعي، مهما قل عدد أفراد الجماعة اللغوية. وهذا يضع اللغة حتما في قائمة الرموز، مثل عملة النقد الورقية، التي ترمز إلى قيمة شرائية معينة، وتعتمد في قيمتها على العرف والاتفاق بين أفراد المجتمع، لا على قيمتها الذاتية"٢.

والأشياء هي الأشياء، فلا يغير من حقيقتها التعبير عنها برموز لغوية مختلفة. وقد صدق "شكسبير" حين وضع على لسان "جولييت" هذه العبارة: "ماذا في اللفظ؟ إن ما نسميه: وردة، سوف يحتفظ برائحته الزكية، فيما لو سميناه باسم آخر"٣.

وتنتقل اللغات عموما بأحد طريقين:


١ انظر: دور الكلمة في اللغة ٧٠، ٧١.
٢ انظر: أسس اللغة لماريوباي ٤١.
٣ انظر: دور الكلمة في اللغة لأولمان ٨٣.

<<  <   >  >>