فإنها تقع في قمة القصبة الهوائية، وهي عبارة عن حجرة متسعة نوعا ما، ومكونة من ثلاثة غضاريف، الأول أو العلوي منها ناقص الاستدارة من الخلف، عريض بارز من الأمام، ويعرف الجزء البارز منه بتفاحة آدم. أما الغضروف الثاني فهو كامل الاستدارة. والثالث مكون من قطعتين موضوعتين فوق الغضروف الثاني من الخلف.
وفي الحنجرة توجد الأوتار الصوتية، وهي في الواقع وتران اثنان، عبارة عن غشاءين كل واحد منهما نصف دائرة حين يمتد، فإذا امتد الوتران أغلقا فتحة الحنجرة، ومنعا الهواء الرئوي من المرور. وعلى ذلك فهما من أعضاء النطق المتحركة، ولهما القدرة على اتخاذ أوضاع متعددة، تؤثر في الأصوات الكلامية. وهذه الأوضاع ثلاثة، هي: وضع الارتخاء التام، ووضع الذبذبة، ووضع الامتداد وقفل مجرى الهواء تماما.
أما الوضع الأول: فهو وضع التنفس العادي. وأما الوضع الثاني: فهو الذي ينتج نوعا معينا من الأصوات، يسمى بالأصوات المجهورة، وسنتحدث عنها فيما بعد. وأما الوضع الثالث، فهو الوضع الذي ينتج صوت الهمزة في اللغة العربية مثلا.
وأخيرًا فإن الرئتين مخزن الهواء، تتحركان تمددا وانكماشا، بحسب حركة الحجاب الحاجز الموجود تحت الرئتين، أسفل الصدر.
وهذا ولا يفوتنا هنا أن نشير إلى أنه يمكن قفل المجرى الأنفي مما يلي الحلق، برفع الطبق ولصقه بالحائط الخلفي للحلق. ويمكن فتحه كذلك، بإنزال الطبق في اتجاه مؤخرة اللسان.