للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تلك هي أعضاء النطق المختلفة، التي تهمنا في دراسة الصوت الإنساني وعلمية النطق. ونصل الآن إلى الإجابة عن السؤال السابق وهو: كيف يحدث الصوت الإنساني؟ فنقول: إن الهواء الخارج من الرئتين، إما أن يصادف مجراه مسدودا سدا تاما، عند أية نقطة في الجهاز النطقي ما بين الحنجرة والشفتين. وإما أن يصادف في طريقه تضييقا في المجرى، لا سدًّا فيه، بحيث يسمح هذا التضييق للهواء بالمرور، ولكن هذا الهواء يحتك بنقطة التضييق هذه.

أي أن الكلام يحدث عادة، عند عملية الزفير، وذلك "بأن تعترض الأعضاء الصوتية ممر الهواء. وتقتضي عملية الكلام إطالة الزمن الذي تتم فيه عملية الزفير، بالنسبة لعملية الشهيق، حتى تصبح الفترة، التي يستغرقها الزفير من ثلاثة إلى عشرة أمثال فترة الشهيق. هذا في الكلام العادي أما عندما يسترسل المتكلم في حديث سريع طويل، فقد يصبح طول فترة الزفير ثلاثين مثلا، لطول فترة الشهيق، وكلنا يعرف بالمشاهدة، كيف تكون النسبة بينهما، عندما يحاول أحد المقرئين قراءة سورة قصيرة، أو أكثر، في نفس واحد.

"ومع هذا، فإن عملية الزفير، التي يتم خلالها النطق ليست مجرد إخراج الهواء على نحو مناسب، ولكن الهواء في الواقع يخرج في دفعات، تتفق كل دفعة منها، مع إنتاج مقطع صوتي كامل. ويمكن تشبيه الرئتين عند الزفير، في أثناء الكلام بالبالونة التي تنتهي بزمارة، ينطلق الهواء منها، بحكم ضغط جسمها المطاط، فإذا ما فرض أن جعل الطفل الذي يلعب بها، يضغط على جدارها، ضغطات متوالية، لخروج الهواء منها على دفعات، لا توقف بين إحداها والأخرى، لسمعنا للزمارة صوتا شبيها بالصوت

<<  <   >  >>