المتقطع، بالرغم من عدم توقفه. وهذه العملية شبيهة كل الشبه بعملية إنتاج المقاطع في أثناء الكلام، لكل مقطع دفعة هوائية، تنتج من انقباضات متوالية، يقوم بها الحجاب الحاجز، فيؤثر الضغط على الهواء الخارج من الرئتين، دون أن يتوقف خروجه"١.
وعلى هذا، يمكن تبعا لذلك، أن يحدث من أي جزء من أجزاء الجهاز الصوتي، من الناحية النظرية، صوت ما، وذلك إما بسد هذا الجزء سدا محكما، حتى لا يتسرب الهواء إلى الخارج، ثم نزيل هذا السد بسرعة، فينطلق الهواء بانفجار، وعندئذ نسمع صوتا معينا، وإما أن يضيق الجهاز النطقي، في إحدى نقطه، تضييقا يسمح بمرور الهواء مع الاحتكاك بهذا الجزء المضيق.
وبهذا يمكن أن يخرج من كل جزء من أجزاء هذا الجهاز، عدد لا حصر له من الأصوات، بمساعدة حركة أجزائه المتحركة. غير أن الشعوب البشرية، قد اختلفت فيما بينها في استخدام إمكانات الجهاز النطقي، استخداما كاملا، وهذا هو السبب في أن اللغات الإنسانية، تتفق فيما بينها في بعض الأصوات، وتختلف في بعضها الآخر، وذلك تبعا لاختلافها في استخدام إمكانات الجهاز النطقي المتعددة، فالشعوب الهندأوربية مثلا، لم تستخدم كل إمكانات النطق في إخراج الأصوات من الحلق، ولذلك تخلو بعض لغاتهم من صوتي الخاء والعين، وذلك بعكس اللغة العربية ومعظم اللغات السامية مثلا.