للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١- حين تضع الإصبع فوق تفاحة آدم، ثم تنطق بصوت من الأصوات وحده، مستقلا عن غيره من الأصوات، ولا يتأتى هذا إلا بأن نشكل الصوت موضع التجربة بذلك الرمز الذي يسمى السكون، مثل "ب". ويجب الاحتراز من الإتيان قبله بألف وصل، كما كان يفعل القدماء من علماء الأصوات؛ لأن الصوت حينئذ لا يتحقق فيه الاستقلال، الذي هو أساس التجربة الصحيحة. فإذا نطقنا بالصوت وحده، وكان من المجهورات، نشعر باهتزازات الوترين الصوتيين، شعورا لا يحتمل الشك.

٢- وكذلك حين نضع أصابعنا في آذاننا، ثم ننطق بالصوت المجهور، وهو وحده مستقلا عن غيره، نحس برنة الصوت في رءوسنا. وفي ذلك يقول فندريس: "وإذا راعى الإنسان أن يسد أذنيه عند النطق، فإنه عندما يصل إلى المجهورة، يسمع الرنين الذي تنشره الذبذبات الحنجرية في تجاويف الرأس"١.

٣- والتجربة الثالثة، هي أن يضع المرء كفه فوق جبهته في أثناء نطقه بالصوت، موضع الاختبار، فيحس برنين الصوت، وذلك الرنين هو أثر ذبذبة الوترين الصوتيين.

وهناك أخيرا تقسيم ثالث للأصوات، ينظر إلى ارتفاع مؤخرة اللسان، أو انخفاضها عند نطق الصوت، ففي الحالة الأولى يسمى الصوت "مفخما" أو "مطبقا"؛ نظرا لارتفاع مؤخرة اللسان تجاه الطبق، وهو الجزء الرخو من سقف الحنك، وفي الحالة الثانية، يسمى الصوت "مرققا" أو "غير مطبق".


١ اللغة لفندريس ٥١.

<<  <   >  >>