والأصوات المفخمة في اللغة العربية، هي: الصاد، والضاد، والطاء، والظاء، لا غير، فهذه الأصوات وإن كان مخرج الثلاثة الأولى منها، من الأسنان واللثة، ومخرج الرابع من بين الأسنان، فإن مؤخرة اللسان تعمل معها كذلك، فالتفخيم أو الإطباق وصف لصوت لا ينطق في الطبق، وإنما ينطق من مكان آخر، وتصحبه ظاهرة عضلية في مؤخرة اللسان، وذلك على العكس مما سبق أن عرفناه في المخارج من الأصوات "الطبقية"، وهي التي مخرجها من الطبق.
وقد أحسن الدكتور تمام حسان، حين فرق بين الإطباق والطبقية، على النحو التالي، فقال: "وليحذر القارئ من الخلط بين اصطلاحين، يختلفان أكبر اختلاف، وإن اتحدا في كثير مما يخلق صلة بينهما، ذلك هما: الطبقية أو النطق في مخرج الطبق Velar Articulation والإطباق أو ما يسمى في علم الأصوات Velarization فالطبقية ارتفاع مؤخرة اللسان، حتى يتصل بالطبق فيسد المجرى، أو يضيقه تضييقا، يؤدي إلى احتكاك الهواء بهما في نقطة التقائهما، أو يضيقه تضييقا، يؤدي إلى احتكاك الهواء بهما في نقطة التقائهما، فهي إذن حركة عضوية مقصودة لذاتها، يبقى طرف اللسان معها في وضع محايد. أما الإطباق فارتفاع مؤخرة اللسان في اتجاه الطبق، بحيث لا يتصل به، على حين يجري النطق في مخرج آخر غير الطبق، يغلب أن يكون طرف اللسان أحد الأعضاء العاملة فيه"١.