للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوجهان، وقولهم: ينفُر وينفِر، ويشتُم ويشتِم، فهذا يدلكم على جواز الوجهين فيه، وأنهما شيء واحد؛ لأن الضمة أخت الكسرة"١.

وهكذا نرى القرابة بين الضمة والكسرة، هي السبب في جواز وقوع إحداهما مكان الأخرى، في عين المضارع، ولذلك كانت القبائل العربية القديمة، لا تثبت على حال واحدة، في ضبط عين المضارع بواحدة منهما "قال أبو زيد: طفت في عليا قيس وتميم مدة طويلة، أسأل عن هذا الباب صغيرهم وكبيرهم، لأعرف ما كان منه بالضم أولى، وما كان منه بالكسر أولى، فلم أعرف لذلك قياسا، وإنما يتكلم به كل امرئ منهم على ما يستحسن"٢.

وقد نص ابن جني صراحة على علاقة القربى، بين ياء المد وواوه، فقال: "إن بين الياء والواو قربا ونسبا، ليس بينهما وبين الألف، ألا تراها تثبت في الوقف، في المكان الذي تحذفان فيه، وذلك قولك: هذا زيد، ومررت بزيد، ثم تقول: ضربت زيدا، وتراهما تجتمعان في القصيدة الواحدة ردفين، في نحو قول امرئ القيس:

قد أشهد الغارة الشعواء تحملني ... جرداء معروقة اللحيين سرحوب

ثم قال فيها:

كالدلو بتت عراها وهي مثقلة ... وخانها وذم منها وتكريب٣


١ تصحيح الفصيح لابن درستويه ١٠٥ وانظر المزهر ١/ ٢٠٧.
٢ تصحيح الفصيح لابن درستويه ١١٠ وانظر المزهر ١/ ٢٠٧.
٣ سر صناعة الإعراب ١/ ٢٣ وانظر ديوان امرئ القيس ٢٢٥-٢٢٧.

<<  <   >  >>