للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولهذه العلاقة القوية بين هاتين الحركتين: الضمة والكسرة، تطورت كل واحدة منهما في الجعزية، وهي الحبشية القديمة إلى الكسرة الممالة "e"، مما يدل على أنهما كانتا في أذن الحبشي شيئا واحدا، أو كالشيء الواحد.

والفرق بين الحركات القصيرة والطويلة، فرق في الكمية لا في الكيفية، بمعنى أن وضع اللسان في كليهما واحد، ولكن الزمن يقصر ويطول في كل صوت، فإذا قصر كل الصوت قصيرا وإذا طال كان الصوت طويلا. والذي يحدد الطول والقصر هنا، هو العرف اللغوي عند أصحاب اللغة.

ويقول "كانتينو" في المدى الذي يستغرقه طول الحركة: "يطلق اسم حركات طويلة، على الحركات التي يمتد فيها إخراج النفس امتدادا، يصير معه مدى النطق بها، مساويا لمدى النطق بحركتين بسيطتين، وقد يتعدى ذلك"١.

ولقد كانت هذه العلاقة بين الطويل والقصير، من الحركات، معروفة عند بعض القدماء، يقول الخوارزمي: "الرفع عند أصحاب المنطق من اليونانيين واو ناقصة، وكذلك الضم وأخواته. والكسر وأخواته عندهم ياء ناقصة. والفتح وأخواته عندهم ألف ناقصة. وإن شئت قلت: الواو الممدودة اللينة ضمة مشبعة، والياء الممدودة اللينة كسرة مشبعة، والألف الممدودة فتحة مشبعة. وعلى هذا القياس الروم والإشمام نسبتهما إلى هذه الحركات، كنسبة الحركات إلى حروف المد واللين، أعني الألف والواو والياء"٢.


١ دروس في علم أصوات العربية ١٤٥.
٢ مفاتيح العلوم للخوارزمي ٣١.

<<  <   >  >>