للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وطول الحركة أو قصرها، ليس محدودا بزمن معين في أية لغة من اللغات، وإنما هو أمر نسبي مرهون بسرعة الأداء وبطئه "ومن الطبيعي أن يقل طول الأصوات عندما تزيد سرعة الأداء، وأن تزيد طول الأصوات القصيرة عندما تقل، ومع ذلك لا بد من الاحتفاظ بالفرق بين الأصوات الطويلة والقصيرة، مهما زادت السرعة أو قلت. وبهذا المعنى يمكن أن نقول: إن طول الصوت أمر نسبي، لا أمر مطلق فالصوت الطويل هو الذي يكون أطول من غيره في نفس اللغة، ولو كان هذا الصوت الطويل، ينطق أقصر منه أحيانا أخرى"١.

وعلى ذلك فكل صوت من أصوات الحركة السابقة، يمكن أن يطول معه الزمن، فيصير طويلا، فإذا طال الزمن مع صوت الفتحة مثلا، نتج عنه ما يسمى بألف المد "a" وإذا طال مع الكسرة الخالصة، نتج عن ذلك ما يسمى بياء المد "i" وإذا طال مع الضمة الخالصة، نتج عنها ما يسمى بواو المد "u" وكذلك الحال مع الكسرة الممالة "e" والمة الممالة "o".

وليس أمر الطول والقصر خاصا بالأصوات المتحركة وحدها، بل إن الصوامت تطول وتقصر كذلك، وإن ما نعرفه باسم الحرف المشدد، أو الصوت المضعف، ليس في الحقيقة صوتين من جنس واحد، الأول ساكن والثاني متحرك كما يقول نحاة العربية، وإنما هو في الواقع صوت واحد طويل، يساوي زمنه زمن صوتين اثنين.

ولذلك يرى "ماريو باي" أن "اصطلاح الصامت المضعف double consonant" هو اصطلاح مضلل حقا؛ لأنه قد استعير من طريقة الكتابة،


١ أصوات اللغة للدكتور أيوب ١٤٩.

<<  <   >  >>