للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"أقسم بخالق الخيل، والعيس الواجفة بالرحيل، تطلب مواطن حليل١، والريح الهابة بليل بين الشرط ومطابع سهيل، إن الكافر لطويل الويل، وإن العمر لمكفوف الذيل، شعر النابغة وهذيل، وغناء الطائر على الغيل، شهادة بالعظمة لمقيم الميل، فانعش سائلك بالنيل، وليكن لفظك بغير هيل٢، وإياك ومدارج السيل، وعليك التوبة من قبيل، تنج، وما إخالك بناج".

ومع ذلك فلم تأت هذه الصورة من الأقسام في الكتاب كثيرًا، ولعل مما يتصل بها ما يلاحظ على لكتاب أحيانًا من النسج على أساليب مشبهة للقرآن الكريم، وقد لاحظ القدماء ذلك في قوله٣:

"أذلت العائذة أباها، وأصاب الوحدة ورباها، والله بكرمه اجتباها، أولاها الشرف بما حباها، أرسل الشمال وصباها، ولا يخفا عقباها".

وربما كان من الأساليب التي تدخل في ذلك، ما يلاحظ عليه أحيانًا من استخدام صورة الفواصل في بعض جوانب من كتابه، كقوله٤:

"إن الله إذا أذن أروى الشعب من القعب، فسبحان مروي الهائمين، والحليب، يطلب من ذوات الصليب، وربك رازق الممترين٥، هل تقدر على التحجيب، لأسد الحجيب، وإذا شاء الله وسمت أنوف الأعزاء. من الرتب، ركوب القتب، والله منعم الحافضين٦، ذهبت شعوب، وفي يدها لعوب، ولك للمنية أكيل، إلا ملك الملوك ومذل المتكبرين. يذهب الحلب، ويبقى القلب، وكل محدث من الذاهبين٧، يقع الشبب في السبب، وكذلك


١ العين الواجفة: الإبل المسرعة. الرحيل: موضع بين مكة والكوفة. حليل: شخص كانت إليه سدانة الكعبة.
٢ الشرط: واحد الشرطين، وهما نجمان من برج الحمل. الغيل: الماء يجري على وجه الأرض الميل: العوج. النيل: العطاء. الهيل: ضد الكيل.
٣ معجم الأدباء ٣/ ١٤٠، والعائذة: حديثة النتاج.
٤ الفصول والغايات ١/ ٢٢٧.
٥ القعب: قدح صغير. الهائم: العطشان ذوات الصليب: النوق.
٦ التحجيب: سمكة حول الحاجب، الحجيب: الأجمة. الرتب: غلظ العيش القتب: الرحل.
٧ شعوب: المنية لعوب: امرأة. الحلب: الليف. القلب: قلب النخلة.

<<  <   >  >>