للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلا بدع إذا وجدنا اليهودي في تلك العصور، في كل ثغر تجاري وميناء بحري في الشرق والغرب، يجوب الأقطار البعيدة قادما من أوروبة يحمل مختلف السلع والبضائع للبيع والمقايضة. ثم يعود إليها بنتاج الشرق الغني بخيراته ومحاصيله. وهذا ابن خرداذبه يصف هؤلاء التجار أصدق وصف بأدق تعبير إذ يقول:

« ... إنهم يسافرون بين الشرق والغرب. ويحملون من فرنجة الخدم والغلمان والجواري والديباج والخز الفائق والفراء والسمور ويركبون البحر من فرنجة ويخرجون بالفرما، ويحملون تجارتهم على الظهر إلى القلزم. ثم يركبون البحر الشرقي من القلزم إلى جدة والحجاز. ثم يمضون إلى السند والهند والصين. فيحملون من الصين المسك والعود والكافور والدارصيني وغير ذلك. ويرجعون إلى القلزم. ثم يتحولون إلى الفرما. ويركبون البحر الغربي. فربما عدلوا بتجارتهم إلى القسطنطينية فباعوها للروم. وربما صاروا بها إلى بلاد الفرنجة فباعوها هناك. وإن شاؤوا حملوا تجارتهم في البحر الغربي فخرجوا بأنطاكية.

فكانوا يتكلمون العربية والإفرنجية والفارسية والرومية. وهم تجار اليهود الذين يقال لهم الرهدانية أو الراذانية «١» .» أ. هـ.

<<  <   >  >>