للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويذكر ابن الفقيه أن المسلمين كانوا يطلقون على هؤلاء التجار من اليهود اسما مجردا هو «تجار البحر» «١» . ويذهب البيروني إلى أن بلاد كشمير كانت مغلقة الأبواب في وجه جميع التجار الأجانب، فلم يكن يدخلها إلا القليل منهم وخصوصا من اليهود «٢» .

هذه العوامل التي ذكرناها وأمثالها، أنجبت عددا من مشاهير الرواد اليهود في القرون الوسطى؛ فكانت حكايات سياحتهم وكتب رحلاتهم من أهم المصادر لتأريخ تلك العصور وجغرافيتها، ليس بالنسبة لليهود فحسب، وإنما للعالم المعروف يومئذ في القارات الثلاث. وإننا لنذكر في ما يلي عددا من هؤلاء الرواد الذين وصلت إلينا أسفارهم، مع العلم أن بحثنا في هذا الكتاب يقف دائما عند نهاية القرن الثاني عشر للميلاد أو بعدها بقليل. فمنهم:

الداد الداني- خرج في حدود سنة ٨٨٠ م. من موقع ما في شرقي إفريقية مما يحاذي عدن (ربما كان الصومال) في رحلتين زار خلالهما بلاد الحبش وديار مصر فالقيروان وبلاد المغرب وأسبانية، ثم زار اليمن وعرج على البحر الهندي وخليج البصرة فبغداد ومنها إلى أفريقية فأسبانية.

وأبو الحسن يهوذا بن صموئيل اللاوي الطليطلى (١٠٨٥- ١١٤٠ م) الشاعر الفيلسوف الكبير. خرج من مسقط رأسه يريد حج بيت المقدس وهو يومئذ في احتلال الصليبيين. فزار

<<  <   >  >>