للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان العاضد لدين الله الفاطمي شخصية ضعيفة. فأراد أن يدعم بنيان ملكه المصدوع بشخصية صلاح الدين الجبارة فولاه الوزارة غير عارف بأن الأقدار قد أعدّت لهذا القائد العظيم تاج مصر لا وزارتها فقط. وسرعان ما ظهر نبوغ صلاح الدين فأخذ يسوس الرعية بحزم وعدل وحكمة، فالتفّت حوله القلوب واستعادت البلاد عمرانها بعد ما لحقها من التخريب والتدمير ما لحقها.

وفي سنة ١١٧١ م. (٥٦٧ هـ) توفي العاضد فظل صلاح الدين يحكم مصر باسم نور الدين حتى إذا ما مات هذا أيضا، لم يجد صعوبة في إعلان ملكيته. وهكذا تأسست الدولة الأيوبية فأخذ صلاح الدين يعد العدة وينتظر الفرصة الملائمة للانقضاض على الدولة اللاتينية في فلسطين ومناجزتها نهائيا.

وهنا يجدر بنا أن نعود شرقا إلي العراق لنرى كيف كان مجرى الأحوال فيه خلال الحقبة التي ألممنا بحوادثها. فقد تركناه في خلافة القائم والأمر فيه مستتب لطغرل بك آل سلجوق. وبعد أن توفي طغرل سنة ٤٥٥ هـ. تم الأمر من بعده لعضد الدولة أبي شجاع ألب أرسلان ووزيره العظيم نظام الملك مؤسس المدرسة النظامية ببغداد، وقد كان الفراغ من بناء هذا المعهد العلمي الكبير سنة ٤٥٨ هـ. وفي عام ٤٦٧ هـ. تولى الخلافة المقتدي بأمر الله، وكان على السلاجقة جلال الدولة أبو الفتح ملكشاه بن ألب أرسلان. ثم جاءت الخلافة بعده لولده المستظهر بالله أحمد سنة ٤٨٧ هـ. وأمر السلجوقيين في عهده للسلطان ركن الدين أبي المظفر بركياروق. وفي أيامه بدأت الحروب

<<  <   >  >>