سامراء وبلصرة بدلا من البصرة ودياربك بدلا من ديار بكر إلى آخر ما يطول شرحه «١» ، فكيف الأمر برحالة من القرن الثاني عشر. ولشدما عانيته من تنقيح مثل هذه الأغلاط وضبط الأعلام ضبطا صحيحا مستندا إلى أوثق المصادر العبرية والعربية والأوروبية بقدر ما تيسر.
وهناك أمران آخران استدعيا جهدا متواصلا وبحثا مستمرا. الأول أن بنيامين قد أتى في رحلته على ذكر عدد كبير من علماء اليهود وأعيانهم في المدن التي زارها، مثلما فعل أغلب سياح العرب في القرون الوسطى الذين يذكرون علماء كل مدينة وخطباء جوامعها ومدرسي مدارسها. لكنّه في حين عني رواد العرب بضبط اسم العالم واسم أبيه ولقبه وكنيته ومسقط رأسه، مما لا يدع إشكالا أو شبهة، نجد أن بنيامين قد اكتفى بذكر الأسماء مجردة من كل تعريف بها.
وهذه عادة تمشى عليها أغلب مؤرخي اليهود في القرون الوسطى ولا يزال البعض منهم يجري عليها إلى يومنا هذا. بل قد يعمدون إلى اختزال الأسماء بذكر حروفها الأولى فقط. فهم يقولون «هرمبم» بدلا من أبي عمران موسى بن ميمون عبيد الله القرطبي. و «هرابع» بدلا من أبي إسحاق إبراهيم بن مئير بن عزرا الطليطلي و «هر شبغ» بدلا من أبي أيوب سليمان بن يحيي بن جبروال الأندلسي، وهكذا. وعلى هذا كان لزاما أن أجوس