للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرابيين (الحاخامات) والمفسرين وهم لا يتزوجون من غير بنات نحلتهم ولا يختلطون مع اليهود الآخرين ... ويقول بنيامين مؤكدا أنهم غرباء عن بني إسرائيل.. وهم يبتعدون عن كل ما يدنّسهم أى يبالغون في الطهارة.. وإذا قصدوا الصلاة خلعوا ثيابهم واغتسلوا بالماء واستبدلوها بثياب غيرها.. وهذا جاري عادتهم يوميا. نقول: إذا حذفنا الألف سامري آخذين في اعتبارنا ما يقوله بنيامين لأصبح عدد اليهود على طول مناطق الساحل الشرقي للبحر المتوسط بما فيها فلسطين لا يزيد عن الألف يهودي في ظل الحكم الصليبي. هذا عجيب!! أين ذهب اليهود؟ نؤجل هذا السؤال مؤقتا لحين الحديث عن طائفة السامريين (الكوتيين) الذين رفض بنيامين اعتبارهم يهودا؟

والذين تلاشوا بعد ذلك حتى أن عزرا حداد مترجم هذا الكتاب قال:

في الملحق الذي أعده عنهم ما يفيد أنّهم أصبحوا كالبقايا الأثرية ولم يعد لهم بعد ذلك وجود. فواضح أيضا أن عزرا حداد- مثل بنيامين من قبله- لا يحبهم.

إن هؤلاء السامريين في نابلس لم يتعرضوا لاضطهاد شديد من المسيحيين لأن اليهود لم يكونوا يعترفون بهم كنسل إسرائيل أو كيهود. أيكونون قد أثبتوا أنهم لم يكونوا في فلسطين يوم (صلب) المسيح كما فعل اليهود القرّاءون الموجودون في محيط مسيحي لينجوا من الاضطهاد؟ ربما، خاصة وأنهم يعتقدون أن المسيح (المنتظر) سيكون من نسل يوسف (عليه السلام) وليس من نسل داود كما يعتقد سائر اليهود، وبالتالي فقد كانوا مستقرين في مصر ولا علاقة

<<  <   >  >>