للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لهم (بصلب) المسيح عليه السلام؟ ربما، لكن يبقى السؤال الكبير:

أين هم؟ لماذا- دون سواهم من اليهود- انقرضوا؟ هنا نستعين بالدليل المنطقي والأنثروبولوجي.

فالسامريون (الكوتيون) كانوا يبالغون في الطهاره. إنهم- قبل الصلاة- كانوا يتجردون من لباسهم تماما ليلبسوا لباسا جديدا خاصا بالصّلاة، وكانوا يستحمون ولا يكتفون بالوضوء. ونحن نعلم أنه إلى عهد قريب (في القرن العشرين) كان عدد كبير من المسلمين في شمال اليمن أو جنوب الجزيرة العربية يفعلون شيئا كهذا. فأنت ترى المسلم من هذا النوع وقد غسل نصفه الأسفل جيدا وتوضأ، ثم خلع سرواله (لباسه) وحمله بيده ودخل المسجد وسرواله (لباسه) في يده، ثم هو يطرح سرواله (لباسه) أمامه في المسجد ويبدأ في الصلاة، حتى إذا ما انتهى من صلاته لبس سرواله (لباسه) مرة أخرى في المسجد، وفي حالة الصلاة الجامعة في المسجد تجد الصورة كالتالي: المسلمون يقفون صفوفا وأمام كل منهم لباسه (سرواله) ، فهم لا يصلّون في سراويلهم خشية أن يكون قد أصابها ما جعلها غير طاهرة.. وبعد انتهاء الصلاة والتسليم ترى روّاد المسجد كلهم وقد انهمك الواحد منهم في رفع ثوبه وارتداء سرواله، وكلّ حريص يستدير للحائط مرة ولأحد الأعمدة مرة أخرى حتى لا يرى أحدّ عورته ... وفي الجيل الماضي كنا نرى بعض الفلاحين في مصر إذا شرع أحدهم في الصلاة في الحقل خلع سرواله.. فإذا رأيته وقف على حين غفله وخلع سرواله، فلا تظنّن السّوء.. إنّه سيصلّى.

<<  <   >  >>