للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مركبة من أكثر من دين، فقد أسّس درزي الداعية الاسماعيلي الفاطمي ومبعوث الحاكم بأمر الله العقيدة الحاكمية أو الدرزية التي هي مزاج من الإسلام والمسيحية بالإضافة لجانب غيبى سرّي، فهم فيما تقول دائرة المعارف الإسلامية (مادة دروز) مسلمون مع المسلمين ومسيحيون مع المسيحيين، ولا زال المثل الشعبي الشامي قائما شاملا في محتواه المضامين التاريخية (مثل الدرزي*، مع الحيط القائم) ..

ولم يتعرض الدروز لاضطهاد الصليبيين في أثناء فترة الحروب الصليبية، وربما كانت ظروف العصر بالإضافة لأسباب أخرى هى التي أدّت لظهور هذه التركيبة الدينية.. أعنى أنه كان عصر صراع ديني لا يرحم بين أتباع الدين الواحد (المذاهب المختلفة في أوربا المسيحية وإلى حد ما في الشرق الإسلامي)

ويبدو أنّ بنيامين قد بالغ كثيرا في ذكر عيوب الدروز فذكر أنهم «في خصام مستمر مع أهل صيدا، وأنهم لا دين يعرف لهم ... وهم إباحيون.. ومن عقائدهم السقيمة أن الروح الزكية إذا فارقت الجسم عند الوفاة حلّت في جسم طفل آدمي يولد في تلك اللحظة، أمّا الروح الشريرة فتحل في جسم كلب أو حمار.. وعلاقتهم طيبة باليهود» وقد علّق المترجم اليهودي عزرا حدّاد على ذلك بأن ذكر أنّ دروز اليوم براء من ذلك ففيهم كلّ مزايا العرب، ونحن نردد بدورنا ما قاله حدّاد.

ويشير بنيامين إلى قلعة جبلة التي تقيم بظاهرها طائفة الحشيشيين

<<  <   >  >>