ألفونسو المحارب Alfonso I Battalador وقد سقطت سرقسطة دون حرب بسبب صراع أسرة بنى هود الحاكمة.
وقد دخل الموحّدون الأندلس في أواخر سنة ٥٥٥ هـ/ ١١٦٠ م كما أسلفنا، ولاقوا معارضة من بعض قبائل الأندلس من بقايا المرابطين (بنى غانية) ورغم أنّ التاريخ شهد لهم بانتصارات عظيمة (كمعركة الأرك المشهورة،Alorocos) إلّا أن الخطّ العام للوجود الموحّدى في الأندلس كان مائلا للانحدار.
ما كان بنيامين التطيلى اليهودي ليسلك هذا الطريق الجنوبي المضطرب. لكن أكان بنيامين يتوقع أن يسود الوجود الإسلامي في شرق أوربا أو في الممتلكات البيزنطية في أوربا عامة، فاتخذ- لهذا- الطريق الشمالي؟ ربما، خاصة وأن هذا الوجود أو هذا الامتداد الإسلامي في الأناضول وشرق أوربا كان متزامنا مع التراجع الإسلامي في شبه جزيرة أيبيريا بطريقة تدعو للدهشة والتأمّل، فمنذ أواخر القرن الحادي عشر للميلاد كان الوجود الإسلامي في تقهقر واضح في شبه جزيرة أيبيريا، ففي سنة ١٠٨٥ سقطت طليطلة، وفي الفترة نفسها تقريبا كان ألب أرسلان السلجوقي (١٠٦٣- ١٠٧٢) يطرد البيزنطيين من معظم آسيا الصغرى، وطوال هذه الفترة وما بعدها كان الأتراك يهاجرون غربا إلى آسيا الصغرى بالذات متتبعين خطى السلاجقة، أبناء عمومتهم، ومن الطرف الآخر للعالم الإسلامي سقطت قرطبة في سنة ١٢٣٦ ثم استمر الزحف المسيحي فسقطت إشبيلية في سنة ١٢٤٨.
لقد بدا الإسلام في أيبيريا أو الطرف الغربي للعالم الإسلامي مضعضعا