على وشك الانهيار. وفي سنة ١٤٥٣ سقطت القسطنطينية في يد المسلمين الأتراك، ففزعت أوربا كلها واستدارت تاركة الانتصارات المسيحية في أيبيريا. إن الإسلام من هذا الباب القسطنطيني أصبح أقرب لأوربا من حبل الوريد. ففي الفترة التي قام فيها بنيامين برحلته كانت بشائر المد الإسلامي في الأناضول وشرق أوربا قد هلّت ولم يكن سقوط القسطنطينية هو بداية هذا المد.
ليس مستبعدا إذن أن يكون هذا الوجود الإسلامي الفعلي أو المرتقب هو دافع بنيامين لاتخاذ هذا الطريق الشمالي.. إنه البحث عن الحضن الإسلامي، وحتى لا تبدو هذه الأقوال من قبيل المبالغة نفضّل هنا الرجوع إلى مراجع كتبها يهود فالأستاذ عزرا حداد يذكر لنا بعد الرجوع للموسوعة اليهودية jewish Encyclopaedia في طبعتها الصادرة سنة ١٩٠٢ وغيرها من المصادر أن اليهود في سرقسطة زاد عددهم في ظل الحكم الإسلامي وازدهرت أحوالهم وكثرت معابدهم، وبعد خروج المسلمين منها (أى سرقسطة) شهدوا أياما سودا وبلغت مأساتهم فيها الذروة في سنة ١٣٩١، وكانت سرقسطة- كما هو معروف- قد خرجت من أيدي المسلمين في سنة ١١١٨ م (٥١٢ هـ) لم تكن بلدة بنيامين (تطيلة (Tudela ولا سرقسطة التي بدأ منها رحلته ضمن نطاق الأندلس أو أسبانيا المسلمة يوم خرج منها بادئا رحلته التي نظن أن هدفها هو تقديم تقرير للمسئولين الدينيين اليهود في شبه جزيرة أيبيريا لتوضيح الأماكن التي يمكن أن يلجأ اليهود إليها هروبا من الاضطهاد المسيحي. وهذا ما سيتضح في أكثر من سياق في