للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يصلي إلى جانبه فقال ابن عقيل: لا تفسد صلاته، ويحتمل أن تفسد.

قوله: "جَبَر سَاقه"، جبر يستعمل لازما ومتعديًا، قال الجوهري: يقال: جبرت العظم، وجبر هو نفسه جبورًا١، أي: انجبر، وأما الساق، فمؤنثة غير مهموزة، وجمعها سوق، كأسد وأسد وسيقان، وأَسْؤق٢ وهي: ما بين القدم والركبة، والساق أيضا: ذكر القماريّ٣، والساقان: أمر الدنيا والآخرة، والساق: النفس.

قوله: "في المَقْبَرة" المقبرة: بتثليث الباء، ذكرها شيخنا في "مَثَلَّثِهِ" قال الجوهري: المقبرة "بضم الباء وفتحها" واحدة المقابر، وقد جاء في الشعر: المقبر وأنشد: "من الطويل"

لكل أناس مَقْبَرٌ بفنائهم ... فهم ينقصون والقبور تزيد

وقبرت الميت، دفنته، وأقبرته أمرت بدفنه، آخر كلامه

ومقبرة "بفتح الباء" القياس، والضم المشهور والكسر قليل، وكل ما كثر في مكان جاز أن يبنى من اسمه "مَفْعَلَةٌ" كقولهم: أرض مسبعة لما كثر فيها السباع، ومذابة، لما كثر فيها الذئاب.

قال المصنف رحمه الله في "المغني": فإن كان في الأرض قبر أو قبران لم يمنع الصلاة فيها؛ لأنها لا يتناولها اسم المقبرة.


١ أي نقول: جبر العظم بمعنى انجبر.
٢ قال صاحب" القاموس": همزت الواو لتحمل الضمة.
٣ القماري: جمع قمرية "بضم القاف": ضرب من الحمام "القاموس- قمر" وقد جانس أبو تمام في "ديوانه" ص "١٤٨" بين "ساق" بمعنى ذكر القماري، وبين ساق الشجرة مجانسة لطيفة فقال: "من الكامل"
ساقٌ على ساقٍ دعا قمرية ... فدعت تقاسمه الهوى وتزيد
إلفان في ظل الغصون تألفا ... والتف بينهما هوى معقود

<<  <   >  >>