للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عمر بن الحسين ١

هو عمر بن الحسين بن عبد الله بن أحمد أبو القاسم الخرقي، قرأ العلم على من قرأه على أبي بكر المروزي، وحرب الكرماني، وصالح، وعبد الله ابني الإمام أحمد، له المصنفات الكثيرة في المذهب، لم ينتشر منها إلا هذا "المختصر" في الفقه؛ لأنه خرج عن مدينة السلام لما ظهر بها سب الصحابة رضوان الله عليهم، وأودع كتبه في درب سليمان٢ فاحترقت الدار التي كانت فيها، ولم تكن انتشرت لبعده عن البلد، قرأ عليه جماعة من شيوخ المذهب منهم -أبو عبد الله بن بطة، وأبو الحسن التميمي، وأبو الحسين بن سمعون وغيرهم، وانتفع بهذا المختصر، خلق كثير، وجعل الله تعالى له موقعًا في القلوب، حتى شرحه من شيوخ المذهب، جماعة من المتقدمين والمتأخرين، كالقاضي أبي يعلى وغيره، وآخر من شرحه الإمام موفق الدين، أبو محمد المقدسي في كتابه "المغني" المشهور الذي لم يسبق إلى مثله، فكل من انتفع بشيء من شروح الخرقي، فللخرقي في ذلك نصيب من الأجر، إذا كان الأصل في ذلك، خالفه أبو بكر عبد العزيز في ثمان وتسعين مسألة يطول ذكرهما، وتوفي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، ودفن بدمشق رحمه الله تعالى.

والخِرَقي: "بكسر الخاء المعجمة وفتح الراء المهملة آخره القاف"


١ ترجمته في "سير أعلام النبلاء": "١٥/ ٣٦٣" و "الوافي بالوفيات": "٢٢/ ٤٥٦" و "المنهج الأحمد": "٢/ ٢٦٦" و "شذرات الذهب": "٤/ ١٨٦".
٢ كذا في "ش" وفي "ط": "دار سليمان" وما أثبتناه من "المنهج الأحمد". وفي معجم البلدان: "٢/ ٤٤٨": درب سليمان: درب كان ببغداد، كان يقابل الحسم في أيام المهدي والهادي والرشيد، وهو درب سليمان بن جعفر بن أبي جعفر المنصور توفي سنة: "١٩٩" هـ وفيه كانت داره.

<<  <   >  >>