للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحمد بن علي الخياط، أخبرنا أبو طاهر عبد الغفار بن محمد المؤدب، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسين بن الصواف، أخبرنا يسر بن موسى، حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا ابن جريج، عن أبي الزبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن يضرب الناس آباط الإبل في طلب العلم، فلا يجدون عالمًا أعلم من عالم المدينة" ١ وأخرجه الترمذي عن الحسن بن الصباح. وإسحاق بن منصور عن سفيان، وقال: حديث حسن، وقد روي عن سفيان بن عيينه أنه قال في هذا: هو مالك بن أنس، وعن معن بن عيسى، قال: كان مالك بن أنس، إذا أراد أن يجلس للحديث اغتسل وتبخر وتطيب، فإن رفع أحد صوته في مجلسه، قال: قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} ٢ فمن رفع صوته عند حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكأنما رفع صوته فوق صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رحمه الله، ثقة، مأمونًا، ثبتًا، ورعًا، فقيهًا، عالمًا، حجة، وقال أبو المعافى بن أبي رافع المديني: "من الطويل"

ألا إن فقد العلم في فقد مالك ... فلا زال فينا صالح الحال مالك

يقيم طريق الحق والحق واضح ... ويهدي كما تهدي النجوم الشوابك

فلولاه ما قامت حدود كثيرة ... ولولاه لانسدت علينا المسالك

عشونا إليه نبتغي ضوء ناره ... وقد لزم الغي اللجوج المماحك٣

فجاء برأي مثله يقتدي به ... كنظم جمان زينته السبائك


١ رواه أحمد "٢/ ٢٩٩" والترمذي رقم "٢٦٨٢" وابن حبان رقم "٢٣٠٨".
٢ سورة الحجرات: الآية "٢".
٣ كذا في "ش" و"ط"، والمماحك: من: محك بمعنى لج، وتماحكا: تلاجا "القاموس - محك".

<<  <   >  >>