للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن أبي بكر الأثرم قال: كنا عند أبي عبيد، وأنا أناظر رجلًا عنده، فقال الرجل: من قال بهذه المسألة؟ فقلت: من ليس في شرق ولا غريب مثله. فقال: من؟ قلت: أحمد بن حنبل، قال أبو عبيد: صدق من ليس في شرق ولا غرب مثله، ما رأيت رجلًا أعلم بالسنة منه.

وعن إسحاق بن راهوية أنه قال: أحمد بن حنبل حجة بين الله وبين عبيده في أرضه.

وقال أيضًا: لولا أحمد بن حنبل وبذله نفسه لما بدلها له لذهب الإسلام.

وعن بشر بن الحارث، أنه قيل له حين ضرب أحمد بن حنبل، يا أبا نصر لو أنك خرجت فقلت إني على رأي أحمد بن حنبل، فقال بشر: أتريدون أني أقوم مقام الأنبياء؟ إن أحمد بن حنبل قام مقام الأنبياء.

وقال أيضًا: أدخل أحمد بن حنبل الكير فخرج ذهبة حمراء.

وروينا بالإسناد إلى بشر، قال: سمعت المعافى بن عمران يقول: سئل سفيان الثوري عن الفتوة، فقال: الفتوة: العقل والحياء، ورأسها الحفاظ١ وزينتها الحلم والأدب، وشرفها العلم والورع، وحليتها المحافظة على الصلوات وبر الوالدين وصلة الأرحام، وبذل المعروف، وحفظ الجار وترك التكبر، ولزوم الجماعة والوقار، وغض الطرف عن المحارم، ولين الكلام، وبذل السلام، وبر الفتيان العقلاء الذين عقولًا عن الله تعالى أمره ونهيه، وصدق الحديث، واجتناب الحلف٢ وإظهار المودة، وإطلاق الوجه، وإكرام الجيس، والإنصات للحديث، وكتمان السر، وستر العيوب، وأداء الأمامنة، وترك الخيانة، والوفاء


١ في "ط": الحفظ والمثبت من "ش" وهو أجود.
٢ كذا في "ش" وفي "ط": التكلف وكلاهما حسن.

<<  <   >  >>