للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القرآن" و"الخلاف" مع الشافعي و"كتاب القولين" و"زاد المسافر" و"التنبيه" وغير ذلك.

وذكره القاضي الإمام أبو يعلى، فقال: ذا دين، وأخا ورع، علامة، بارعًا في علم مذهب أحمد، وذكر تصانيفه وتعظيمه في النفوس، وكان له قدم راسخ في تفسير القرآن، ومعرفة معانيه، روي أن رافضيًّا سأله عن قوله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} ١ من هو؟ فقال: أبو بكر الصديق، فرد عليه وقال: بل هو علي، فهم به الأصحاب، فقال: دعوه، ثم قال: اقرأ ما بعدها: {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ، لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا} ٢ وهذا يقتضي أن يكون هذا المصدق ممن له إساءات سبقت وعلى قولك أيها السائل، لم تكن لعلي إساءات، فقطعه، هذا استنباط حسن لا يعقله إلا العلماء، فدل على علمه، وحلمه، وحسن خلقه، فإنه لم يقابل السائل على جفائه، وعدل إلى العلم.

توفي يوم الجمعة بعد الصلاة لعشر بقين من شوال سنة ثلاث وستين وثلثمائه، روي عنه أنه قال: أنا عندكم إلى يوم الجمعة وذلك في علته، فقيل له: يعافيك الله، أو كلامًا هذا معناه، فقال: سمعت أبا بكر الخلال يقول: سمعت أبا بكر المروزي يقول: عاش أحمد بن حنبل ثمانيًا وسبعين سنة ومات يوم الجمعة ودفن بعد الصلاة، وعاش أبو بكر المروزي، ثمانيًا وسبعين سنة ومات يوم الجمعة ودفن بعد الصلاة، وعاش أبو بكر الخلال ثمانيًا وسبعين سنة، ومات يوم الجمعة، ودفن بعد الصلاة، وأنا عندكم إلى يوم الجمعة، ولي ثمان وسبعون سنة، فلما كان


١ سورة الزمر: الآية "٣٣".
٢ سورة الزمر: الآية "٣٤- ٣٥".

<<  <   >  >>