للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العُكْبَري، وأبا القاسم الخرقي، وأبا بكر عبد العزيز وغيرهم من الغرباء، فإنه سافر الكثير إلى مكة والثغور، والبصرة وغير ذلك من البلاد.

صحبه جماعة من مشايخ المذهب، أبو حفص والعبكري، والبرمكي، وأبو عبد الله بن حامد، وابن شهاب، وأبو اسحاق البرمكي في آخرين.

ولما رجع ابن بطة من الرحلة لازم بيته أربعين سنة، فلم ير في سوق، ولا رؤي مفطرًا إلا في يوم الفطر والأضحى وأيام التشريق.

قال الحافظ أبو بكر الخطيب: حدثني عبد الواحد بن علي العكبري، قال: لم أر في شيوخ أصحاب الحديث ولا في غيرهم، أحسن هيئة من ابن بطة، وكان أمارًا بالمعروف، لم يبلغه منكر إلا غيره.

وعن علي بن شهاب قال: سمعت أبا عبد الله بن بطة يقول: أستعمل عند منامي أربعين حديثًا رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وروي أنه كان وصف له ترك العشاء فكان يجعل عشاءه قل الفجر بيسير، ولا ينام حتى يصبح.

وكان عالمًا بمنازل الشمس والقمر.

ومن مصنفاته كتاب "الإبانة الكبير"، و"الإبانة الصغير" و"السنن" و"المناسك" و"الإمام ضامن" و"الإنكار على من قص بكتب الصحف الأولى"، و"الإنكار على من أخذ القراءات من الصحف" و"النهي عن صلاة النافلة بعد العصر وبعد الفجر"، و"تحريم النميمة" و"صلاة الجماعة" و"منع الخروج من المسجد بعد الأذان والإقامة لغير حاجة"، و"إيجاب الصداق بالخلوة" و"فضل المؤمن" و"الرد على من قال: الطلاق الثلاث لا يقع" و"ذم البخل" و"تحريم الخمر" و"ذم الغناء والاستماع إليه" و"التفرد والعزلة" وغير ذلك وقيل: إنها تزيد على مئة مصنف.

<<  <   >  >>