للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إسحاق الزجاج في "المعاني" وقيل: في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، إنه من أوسط قومه: أي: من خيارهم والعرب تصف الفاضل النسب بأنه من أوسط قومه، وهذا يعرف حقيقته أهل اللغة، قال الجوهري: وفلان وسط في قومه، إذا كان أوسطهم نسبا، وأرفعهم محلا١.

ولا يستقيم أن تكون العصر وسطى بمعنى متوسطة؛ لكون الظهر هي الأولى، لثبوت ذلك فيهما٢ عن النبي صلى الله عليه وسلم٣.

قوله: "ثم المَغْرِبُ": المغرب في الأصل مصدر غربت الشمس غُرُوبا، ومَغْرِبا، ثم سميت الصلاة مغربا، كما تقدم في الظهر والعصر، أو على حذف المضاف، أي: صلاة المغرب.

قوله: "إلا لَيْلَة جَمْعٍ"، المراد بها، ليلة مزدلفة، وهي ليلة عيد الأضحى، وسميت مُزْدَلِفَةً جمعا لاجتماع الناس بها،

قوله: "ثم العشاء": قال الجوهري: العشي٤، والعشية من صلاة المغرب إلى العتمة والعشاء بالكسر والمد مثله، وزعم قوم، أن العشاء


١ المعنى ذكره صاحب "التاج" وأنشد للعرجي: "من الوافر".
كأني لم أكن فيهم وَسِيْطًا ... ولم تك نسبتي في آل عَمْرُو
وعمرو هو جده عمرو بن عثمان بن عفان رضي الله عنه، والعرجي اسمه عبد الله، وأبوه اسمه عمر فهو: عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان رضي الله عنه، والبيت أيضا في "اللسان" و "الصحاح" و "العباب".
٢ كذا في "ش" وفي "ط" "فيها".
٣ وقال الحافظ ابن الجوزي في كتابه "زاد المسير في علم التفسير" ١/ ٢٨٣: "وفي المراد بالوسطى ثلاثة أقوال: أحدها: أنها أواسط الصلوات محلًّا، والثاني: أوسطها مقدارا، والثالث: أفضلها، ووسط الشيء خيره وأعدله، ومنه قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} "البقرة: ١٤٣".
٤ كذا في "ش" وفي "ط": "العشاء".

<<  <   >  >>