للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالبيت أسبوعاً والمؤذن الزمزمي فوق سطح قبة زمزم على العادة رافعا صوته بالثناء عليه والدعاء له ولأخيه كما ذكر ثم يأتي الخطيب بين الرايتين السوداوين والفرقعة أمامه وهو لابس السواد فيصلي خلف المقام الكريم ثم يصعد ويخطب خطبة بليغة ثم إذا فرغ منها أقبل الناس بعضهم على بعض بالسلام والمصافحة والاستغفار ويقصدون الكعبة الشريفة فيدخلونها أفواجا ثم يخرجون إلى مقبرة باب المعلى تبركاً بمن فيها من الصحابة وصدور السلف ثم ينصرفون.

خبر إحرام الكعبة:

وفي اليوم السابع والعشرين من شهر ذي القعدة تشمر أستار الكعبة زادها الله تعظيما إلى نحو ارتفاع قامة ونصف من جهاتها الأربع صونا لها من الأيدي أن تنتهبها ويسمون ذلك إحرام الكعبة وهو يوم مشهود بالحرم الشريف ولا تفتح الكعبة المقدسة من ذلك اليوم حتى تنقضي الوقفة بعرفة.

شعائر الحج وأعماله:

وإذا كان في أول يوم شهر ذي الحجة تضرب الطبول والدبادب في أوقات الصلوات بكرة وعشية إشعاراً بالموسم المبارك ولا تزال كذلك إلى يوم الصعود إلى عرفات فإذا كان اليوم السابع من ذي الحجة خطب الخطيب أثر صلاة الظهر خطبة بليغة يعلم الناس فيها مناسكهم ويعلمهم بيوم الوقفة فإذا كان اليوم الثامن بكر الناس بالصعود إلى منى وأمراء مصر والشام والعراق وأهل العلم يبيتون تلك الليلة بمنى وتقع المباهاة والمفاخرة بين أهل مصر والشام والعراق في إيقاد الشمع ولكن الفضل في ذلك لأهل الشام دائما فإذا كان اليوم التاسع رحلوا من منى بعد صلاة الصبح إلى عرفة فيمرون في طريقهم بوادي محسر ويهرولون وذلك سنة

ووادي محسر هو الحد ما بين مزدلفة ومنى ومزدلفة بسيط من الأرض فسيح بين جبلين وحولها مصانع وصهاريج للماء مما بنته زبيدة ابنة جعفر بن أبي جعفر المنصور زوجة أمير المؤمنين هارون الرشيد وبين منى وعرفة خمسة أميال وكذلك بين منى ومكة أيضا

<<  <  ج: ص:  >  >>