للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خمسة أميال. ولعرفة ثلاثة أسماء وهي عرفة١ وجمع والمشعر الحرام وعرفات بسيط من الأرض فسيح أفيح تحدق به جبال كثيرة وفي آخر بسيط عرفات جبل الرحمة وفيه الموقف وفيما حوله والعلمان قبله بنحو ميل وهما الحد ما بين الحل والحرم وبمقربة منهما مما يلي عرفة بطن عرنة الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالارتفاع عنه ويجب التحفظ منه ويجب أيضا الإمساك عن النفور حتى يتمكن سقوط الشمس فإن الجمالين ربما استحثوا كثيراً من الناس وحذروهم الزحام في النفر واستدرجوهم إلى أن يصلوا بهم بطن عرفة فيبطل حجهم وجبل الرحمة الذي ذكرناه قائم وسط بسيط جمع منقطع عن الجبال وهو من حجارة منقطع بعضها عن بعض وفي أعلاه قبة تنسب إلى أم سلمة رضي الله عنهما وفي وسطها مسجد يتزاحم الناس للصلاة فيه وحوله سطح فسيح يشرف على بسيط عرفات وفي قبليه جدار فيه محاريب منصوبة يصلي فيها الناس وفي أسفل هذا الجبل عن يسار المستقبل للكعبة دار عتيقة البناء تنسب إلى آدم عليه السلام وعن يسارها الصخرات التي كان موقف النبي صلى الله عليه وسلم عندها وحول ذلك صهاريج وجباب للماء وبمقربة منه الموضع الذي يقف فيه الإمام ويخطب ويجمع بين الظهر والعصر وعن يسار العلمين للمستقبل أيضا وادي الأراك وبه أراك أخضر يمتد في الأرض امتداداً طويلاً. وإذا حان وقت النفر أشار الإمام المالكي بيده ونزل عن موقفه فدفع الناس بالنفر دفعة ترتج لها الأرض وترجف الجبال فيا له موقفا كريما ومشهدا عظيما ترجو النفوس حسن عقباه وتطمح الآمال إلى نفحات رحماه جعلنا الله ممن خصه فيه برضاه. وكانت وقفتي الأولى يوم الخميس سنة ست وعشرين وأمير الركب المصري يومئذ أرغون الدوادار نائب الملك الناصر وحجت في تلك السنة ابنة الملك الناصر وهي زوجة أبي بكر بن أرغون المذكور وحجت فيها زوجة الملك الناصر المسماة بالخوندة، وهي بنت السلطان المعظم محمد أوزبك ملك السرا٢


١ جمع: تطلق على المزدلفة والمشعر الحرام، ولا تطلق على عرفة. من: معجم البلدان لياقوت الحموي.
٢ السرا: تعرف بسرا بركة، وهي حضرة السلطان أوزبك، وتقع على مقربة من المدينة المعروفة الآن باسم: تساريف، وهي شمالي مدينة الحاج ترخان على بعد ٢٢٥ ميلاً، وتعرف الآن بالمسرا الجديدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>