للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد بن إدريس الشافعي قال أخبرتنا به وزيرة بنت عمر بن المنجا قالت أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أبي بكر بن المبارك الزبيدي قال أخبرنا زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي قال أخبرنا أبو الحسن المكي بن محمد بن منصور بن علان العرضي قال أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي عن أبي عباس بن يعقوب الأصم عن الربيع بن سليمان المرادي عن الإمام أبي عبد الله الشافعي. وسمعت أيضاً عن القاضي مجد الدين بهذا الجامع المذكور كتاب مشارق الأنوار للإمام رضي الدين أبي الفضائل الحسن بن محمد بن الحسن الصاغاني بحق سماعه له من الشيخ جلال الدين أبي هاشم محمد بن أحمد الهاشمي الكوفي بروايته عن الإمام نظام الدين محمود بن عمر الهراوي عن المصنف، ومن المشاهد بها مشهد الصالح زركوب وعليه زاوية لإطعام الطعام.

وهذه المشاهد كلها بداخل المدينة وكذلك معظم قبور أهلها فإن الرجل منهم يموت ولده أو زوجته فيتخذ له تربة من بعض بيوت داره ويدفنه هناك ويفرش البيت بالحصر والبسط ويجعل الشمع الكثير عند رأس الميت ورجليه ويصنع للبيت بابا إلى ناحية الزقاق وشباك حديد فيدخل منه القراء ويقرأون بالأصوات الحسان وليس في معمور الأرض أحسن أصواتاً بالقرآن من أهل شيراز ويقوم أهل الدار بالتربة ويفرشونها ويوقدون السرج بها فكأن الميت لم يبرح وذكر لي أنهم يطبخون في كل يوم نصيب الميت من الطعام ويتصدقون به عنه.

وقد مررت يوماً ببعض أسواق مدينة شيراز فرأيت بها مسجد متقن البناء جميل الفرش وفيه مصاحف موضوعة في خرائط حرير موضوعة فوق كرسي وفي الجهة الشمالية من المسجد زاوية فيها شباك مفتوح إلى جهة السوق وهنالك شيخ جميل الهيئة واللباس وبين يديه مصحف يقرأ فيه القرآن فسلمت عليه وجلست إليه فسألني عن مقدمي فأخبرته وسألته عن شأن هذا المسجد فأخبرني أنه هو الذي عمره ووقف عليه أوقافا كثيرة للقراء وسواهم وأن تلك الزاوية التي جلست إليه فيها هي موضع قبره أن قضى الله موته بتلك المدينة ثم رفع بسطا كانت تحته والقبر مغطى عليه ألواح خشب وأراني صندوقا كان بإزائه فقال في هذا الصندوق كفني وحنوطي ودراهم كنت استأجرت بها نفسي في بئر

<<  <  ج: ص:  >  >>