مكتوب هذا قبر محمد بن إسماعيل البخاري وقد صنف من الكتب كذا وكذا. وأيضا على قبور علماء بخارى أسماؤهم وأسماء تصانيفهم وكنت قيدت من ذلك كثيراً وضاع في جملة ما ضاع لي لما سلبني كفار الهند في البحر.
ثم سافرنا من بخارى قاصدين معسكر السلطان الصالح المعظم علاء الدين طرمشرين، وسنذكره. فمررنا على نخشب البلدة التي ينسب إليها الشيخ أبو تراب النخشي. وهي صغيرة تحف بها البساتين والمياه. فنزلنا بخارجها بدار لأمير ها وعندي جارية قد قاربت الولادة وكنت أردت حملها إلى سمرقند لتلد بها فاتفق أنها كانت في المحمل فوضع الحمل وسافر أصحابنا من الليل وهي معهم والزاد وغيره من أسبابي وأقمت أنا حتى أرتحل نهاراً مع بعض من معي فسلكوا طريقا وسلكت طريقا سواها. فوصلنا عشية النهار إلى محلة السلطان المذكور وقد جعنا فنزلنا على بعد من السوق واشترى بعض أصحابنا ما سد جوعنا وأعارنا بعض التجار خباء بتنا به تلك الليلة ومضى أصحابنا من الغد في البحث عن الجمال وباقي الأصحاب فوجدوهم عشيا وجاؤا بهم وكان السلطان غائباً عن المحلة في الصيد فاجتمعت بنائبه الأمير تقبغا فأنزلني بقرب مسجده وأعطاني خرقة "خركاه" وهي شبه الخباء وقد ذكرنا صفتها فيما تقدم فجعلت الجارية في تلك الخرقة فولدت تلك الليلة مولوداً وأخبروني أنه ولد ذكر ولم يكن كذلك فلما كان بعد العقيقة أخبرني بعض الأصحاب أن المولود بنت فاستحضرت الجواري فسألتهن فأخبروني بذلك وكانت هذه البنت مولودة في طالع سعد فرأيت كل ما يسرني ويرضيني منذ ولدت وتوفيت بعد وصولي إلى الهند بشهرين وسنذكر ذلك. واجتمعت بهذا المحلة بالشيخ الفقيه العابد مولانا حسام الدين الياغي "بالياء آخر الحروف والغين المعجمة"، ومعناه بالتركية الثائر. وهو من أهل أطرار وبالشيخ صهر السلطان.
وكان سلطان ما وراء النهر هو السلطان المعظم علاء الدين طَرْمَشِيرِين "وضبط اسمه بفتح الطاء المهمل وسكون الراء وفتح الميم وكسر الشين المعجم وياء مد وراء مكسور وياء مد ثانية ونون" وهو عظيم المقدار كثير الجيوش والعساكر ضخم المملكة شديد القوة عادل الحكم وبلاده متوسطة بين أربعة من