للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمشايخ قعود وأخذ السلطان بيده الأثواب والبدر فجعلها بين يدي القاضي وولدي خداوند زاده وقام الأمراء وأبوا أن يجعل السلطان ذلك بين أيديهم بنفسه فأمرهم بالجلوس وأمر بعض كبار الأمراء أن يقوم مقامه وانصرف.

وحين ادعى على السلطان رجل من كبار الهنود أنه قتل أخاه من غير موجب ودعاه إلى القاضي فمضى على قدميه ولا سلاح معه إلى مجلس القاضي فسلم وخدم وكان قد أمر القاضي قبل ذلك أنه إذا جاءه إلى مجلسه فلا يقوم له ولا يتحرك فصعد إلى المجلس ووقف بين يدي القاضي فحكم عليه أن يرضي خصمه عن دم أخيه فأرضاه.

وادعى على السلطان مرة رجلٌ من المسلمين أن له قبله حقا ماليا فتخاصما في ذلك عند القاضي فتوجه الحكم على السلطان بإعطاء المال فاعطاه.

وادعى عليه صبي من أبناء الملوك أنه ضربه من غير موجب ورفعه إلى القاضي فتوجه الحكم عليه بأن يرضيه بالمال إن قبل ذلك وإلا أمكنه من القصاص فشاهدته يومئذ وقد عاد لمجلسه واستحضر الصبي وأعطاه عصا وقال له وحق رأسي تضربني كما ضربتك وأخذ الصبي العصا وضربه بها إحدى وعشرين ضربة حتى رأيت الكلا "الكلاه" قد طارت عن رأسه.

وكان السلطان شديداً في إقامته الصلاة، آمراً بملازمتها في الجماعات يعاقب على تركها أشد العقاب، ولقد قتل في يوم واحد تسعة نفر على تركها كان أحدهم مغنياً، وكان يبعث الرجال الموكلين بذلك إلى الأسواق فمن وجد بها عند إقامة الصلاة عوقب حتى انتهى إلى عقاب الستائريين الذين يمسكون دواب الخدام على باب المشور إذا ضيعوا الصلاة وأمر أن يطلب الناس بعلم فرائض الوضوء والصلاة وشروط الإسلام فكانوا يسألون عن ذلك فمن لم يحسنه عوقب وصار الناس يتدارسون ذلك بالمشور والأسواق ويكتبونها.

وكان شديداً في إقامة الشرع ومما فعل في ذلك أن أمر أخاه مبارك خان أن يكون قعوده بالمشور مع قاضي القضاة كمال الدين في قبة مرتفعة هنالك مفروشة بالبسط وللقاضي بها مرتبة تحف بها المخاد كمرتبة السلطان ويقعد أخو السلطان عن يمينه فمن كان عليه حق من كبار الأمراء وامتنع من

<<  <  ج: ص:  >  >>