الناس إلى المشور ما عدا يوم الجمعة فإنهم لا يخرجون فيه وهو يوم راحتهم يتنظفون فيه ويستريحون أعاذنا الله من البلاء.
وكان له أخ اسمه مسعود خان وأمه بنت السلطان علاء الدين وكان من أجمل صوة رأيتها في الدنيا فاتهمه بالقيام عليه وسأله عن ذلك فأقر خوفاً من العذاب فإنه من أنكر ما يدعيه عليه السلطان من مثل ذلك يعذب فيرى الناس أن القتل أهون عليهم من العذاب فأمر به فضربت عنقه في وسط السوق وبقي مطروحاً هنالك ثلاثة أيام على عادتهم وكانت أم هذا المقتول قد رجمت في ذلك الموضع قبل ذلك بسنتين لاعترافها بالزنا فرجمها القاضي كمال الدين.
وكان مرة عين حصة من العسكر تتوجه مع الملك يوسف بغرة إلى قتال الكفار ببعض الجبال المتصلة بحوز دهلي فخرج يوسف وخرج معه معظم العسكر وتخلف قوم منهم فكتب يوسف إلى السلطان يعلمه بذلك فأمر أن يطاف بالمدينة ويقبض على من وجد من أولئك المتخلفين ففعل ذلك وقبض على ثلاثمائة وخمسين منهم فأمر بقتلهم أجمعين فقتلوا.
وكان الشيخ شهاب الدين بن شيخ الجام الخراساني الذي تنسب مدينة الجام بخراسان إلى جده حسبما قصصنا ذلك ن من كبار المشايخ الصلحاء الفضلاء وكان يواصل أربعة عشر يوماً وكان السلطانان قطب الدين وتغلق يعظمانه ويزورانه ويتبركان به، فلما ولي السلطان محمد أراد أن يخدم الشيخ في بعض خدمته فإن عادته أن يخدم الفقهاء والمشايخ والصلحاء محتجاً أن الصدر الأول رضي الله عنهم لم يكونوا يستعملون إلا أهل العلم والصلاح فامتنع الشيخ شهاب الدين من الخدمة وشافهه السلطان بذلك في مجلسه العام فأظهر الاباية والامتناع فغضب السلطان من ذلك وأمر الشيخ الفقيه المعظم ضياء الدين السمناني أن ينتف لحيته فأبى ضياء الدين من ذلك وقال: لا أفعل هذا. فأمر السلطان بنتف لحية كل واحد منهما فنتفت، ونفي ضياء الدين إلى بلاد التِّلنك، ثم ولاه بعد مدة قضاء ورنكل، فمات بها، ونفي شهاب الدين إلى دولة آباد، فأقام بها سبعة أعوام ثم بعث عنه فأكرمه وعظمه، وجعله على ديوان المستخرج وهو ديوان بقايا العمال يستخرجها منهم بالضرب والتنكيل، ثم زاد في تعظيمه وأمر الأمراء أن يأتوا للسلام عليه ويمتثلوا أقواله ولم يكن أحد في دار السلطان فوقه ولما انتقل السلطان إلى السكنى على نهر الكنك، وبنى هنالك