للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أوهته بها وضربه جبلة فقتله وعجل الله بروحه إلى الجنة وتحقق منام ابيه عامر بن الطفيل وجال جبلة على مصرعه وطلب البراز فصاح به قومه ارجع إلينا فقد قضيت ما يجب عليك فرجع وهو معجب بنفسه حتى وقف تحت صليبه قال وبعث إليه ماهان يشكره وأصيب المسلمون بعامر بن الطفيل وولده جندب قال فعندها صاحت دوس الجنة الجنة خذوا بثأر سيدكم عامر وساعدتها الأزد وكانوا احلافهم وحملوا على غسان ولخم وجذام وتناشدوا الاشعار فصاح أبو عبيدة بالمسلمين وقال: أيها الناس: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ} [آل عمران: ١٣٣] الآية ومعانقة الحور العين في جنات النعيم فما من موطن أحب إلى الله من هذا الموطن إلا وأن الصابرين فضلهم الله على غيرهم ممن لم يشهد مشهدهم هذا ولما سمعت الأزد ذلك حملت مع دوس وكان شعارهم يؤمئذ الجنة الجنة.

قال الواقدي: حدثني موسى بن محمد عن عطاء بن مراد قال سألت رجالا عدة ما كان شعار المسلمين يوم اليرموك فأخبرت أن شعار ابي عبيدة أمت أمت وشعار عبس يا لعبس وشعار اليمن من أخلاط الناس يا أنصار الله وشعار خالد ومن معه يا حزب الله وشعار حمير الفتح وشعار دارم والسكاسك الصبر الصبر وشعار بني مراد يا نصر الله أنزل فهذه كانت شعار المسلمين يوم اليرموك قال فلما حملت دوس تبعها الأزد وقصدت العرب المتنصرة وطلبت صليبهم وفرقتهم تفريقا صعبا حتى وصلوا إلى الصليب فطلب رجل منهم حامل العلم الذي لفسان فأرداه عن فرسه ووقع الصليب من يده منكوسا وقتل من الأزد ودوس رجال إلا إنهم كانوا مثل الشامة البيضاء في جلد البعير الأسود ثم كرت غسان تريد أخذ صليبهم فاقتتلوا عنده قتالا شديدا حتى قتلوا خلقا كثيرا.

قال الواقدي: حدثني هسام بن عمارة عن ابي الجريري عن نافع عن جبير بن الحويرث عن عبد الله بن عدي قال شهدت اليرموك فكان المسلمون خمسة وعشرين ألفا فغضب الحويرث وقال كذب من حدثك بهذا الحديث فإن المسلمين كانوا يوم اليرموك أحدا وأربعين ألفا وقد أديت إليك ما سمعته ممن أثق به من الرواة.

قال الواقدي: وهذا اثبت الأقاويل لأن المسلمين كانوا يوم أجنادين اثنين وثلاثين ألفا وجاءت الأمداد بعد ذلك.

قال الواقدي: حدثني ابن أبي نمرة عن عبد الحميد بن سهل عن جده قال لما حملت الأزد يوم اليرموك ودوس ودوخت المشركين دوخة عظيمة وحمل المشركون حملة هائلة إنكشف المسلمون وكان صاحب لوائهم عياض بن غنم الاشعري فولى منهزما واللواء بيده فصاح به الناس إنما ثبات القوم وأهل الحرب بألويتهم فابتدر لأخذه.

<<  <  ج: ص:  >  >>