للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصحابه وقد أختفى عنهم الأثر فقال الدليل أظنكم قد سبقتم القوم اكمنوا ههنا وكان الذي مضى بضرار وأصحابه خمسمائة فارس.

قال الراوي: وكانت خولة بنت الأزور قد شق عليها أسر أخيها ضرار فلما سار المسيب ورافع وجماعتهما في طلب أخيها تهللت فرحا واسرعت في لبس سلاحها وأتت إلى خالد وقد هم القوم بالمسير وقالت أيها الأمير سألتك بالطاهر المطهر إلا ما سيرتني مع هؤلاء عسى أن أكون مشاهدة لهم فقال خالد للمسيب ورافع: أنتما تعلمان شجاعتها وبراعتها فخذاها معكما فقالا السمع والطاعة ونزلوا بالمكان المذكور فبينما هم كذلك كامنون إذا بغبرة قد لاحت لهم فقال لهم رافع: أيقظوا خواطركم فأيقظت القوم هممهم فإذا بهم قد أتوا محدقين بضرار وهو متألم من كتافه وهو ينشد ويقول:

إلا بلغا قومي وخولة أنني. ... أسير رهين موثق اليد بالقيد.

وحولي علوج الروم من كل كافر. ... وأصبحت معهم لا أعيد ولا أبدي.

فلو أنني فوق المحجل راكبا. ... وقائم حد الغضب قد ملكت يدي.

لأذللت جمع الروم اذلال نقمة. ... وأسقيتهم وسط الوغى أعظم الكد.

فيا قلب مت هما وحزنا وحسرة. ... ويا دمع عيني كن معينا على خدي.

فلو أن أقوامي وخولة عندنا. ... وألزم ما كنا عليه من العهد.

كبابي جوادي فانتبذت على الوغى. ... وأصبحت بالمقدور ولم أبلغن قصدي.

قال الراوي: فنادته خولة من مكمنها قد أجاب الله دعاك وقبل تضرعك ونجواك أنا خولة ثم كبرت وحملت وكبر رافع والمسيب قال جبير بن سالم وكنا إذا كبرنا تصهل الخيل الهاما من الله تعالى فما كان أكثر من ساعة حتى قتلناهم عن آخرهم وخلص الله ضرار وأصحابه وأخذنا خيل القوم وأسلابهم وسلاحهم وكانت أول غنيمة.

قال الراوي: ولما تخلص ضرار وأصحابه ركب جواده عريانا وأخذ قناة كانت مطروحة وحمل على القوم وهو يقول:

لك الحمد يا مولاي في كل ساعة. ... مفرج أحزاني وهمي وكربتي.

فقد نلت ما أرجوه من كل راحة. ... وجمعت شملي ثم أبرأت علتي.

سافني كلاب الروم في كل معرك. ... وذلك والرحمن أكبر همتي.

فيا ويل كلب الروم أن ظفرت يدي. ... به سوف أصليه الحسام بنقمتي.

وأتركهم قتلى جميعا على الثرى. ... كما رمة في الأرض من عظم ضربتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>