صاحبكم أنا قاتل همدان بن وردان أنا البلاء المسلط عليكم وعلى من أشرك بالرحمن قال فلما سمعت الروم كلامه عرفوه وتقهقروا إلى ورائهم قال فطمع فيهم وحمل على أثرهم فعند ذلك انطبقت عليه الروم فقال وردان: من هذا البدوي فقالوا: أيها الملك هذا الذي بقى طول عمره عاري الجسد ومرة برمح ومرة بنبل فلما سمع ذلك وبذكر ضرار بن الأزور تنفس الصعداء وقال هذا قاتل ولدي ولقد اشتهيت من يأخذ منه بثأري وله مني ما يريد قال فبرز إليه بطريق وكان صاحب طبرية وقال لوردان أنا أخذ لك بالثأر ثم لوى عنانه وحمل على ضرار فجالا أكثر من ساعة ثم طعنه ضرار طعنة صادقة خرق بها كبد عدو الله فتجندل صريعا فقال وردان لهم: ما أتى به ولو اتى به عينا ما صدقته فإن هذا لا تطيق الانس أن تقاتله وأنا أرى لهذا غيري ثم ترجل وغير لامته وألقى عليه درعا وجعل على رأسه التاج وركب جوادا من الخيول العربية وهم أن يخرج إلى ضرار بن الأزور فتقدم إليه بطريق اسمه اصطفان وهو صاحب عمان قال وباس ركاب وردان قال: أيها السيد أن أخذ بثأرك من هذا الذميم أو أسرته لك أتزوجني ابنتك فقال له وردان: هي لك وأشهد عليه من حضر من ملوك الشام فلما سمع اصطفان بذلك خرج كأنه شعلة نار وحمل على ضرار وقال له: ويلك قد نزل بك ما لا قدرة لك به قال فلم يدر ضرار ما يقول: غير إنه أخذ ححذره منه وقد أخرج اصطفان صليبا من الذهب وجعله في عنقه في سلسلة من الفضة وجعل يقبله ويرفعه على رأسه فعلم ضرار إنه يستنصر به عليه فقال ضرار رضي الله عنه أن كنت تستنصر علي به فأنا أستنصر بالقريب المجيب الذي هو ممن دعاه قريب ثم حمل عليه وأرى الناس أبوابا من الحرب حتى ضج الناس من قتالهما فصاح خالد يا بان الأزور ما هذا التكاسل والتغافل والجنة قد فتحت لك والنار قد فتحت لاعدائك وإياك الكسل فإن الله عز وجل يعينك قال: فأيقظ ضرار نفسه وانقض من سرجه وحمل على خصمه وتصايحت الروم بصاحبها تشجعه وكلاهما في ضرب عظيم وقد حميت الشمس وتعب الجوادان فأشار البطريق إلى ضرار أن ترجل حتى نتقابل فهم ضرار أن يترجل شفقة على الجواد وإذا بصفوف الروم قد خرجت ورجل يقود جنيبا امامهم وكان ذلك غلام البطريق فلما نظر إليه ضرار صاح في جواده وقال له: اجلد معي ساعة وإلا شكوتك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال فحمحم الجواد وشمر اجنحته جريا واستقبل ضرار غلام البطريق بطعنة فقتله واخذ الجنيب فركبه واطلق جواده نحو عساكر المسلمين فتناولوه وعاد ضرار نحو البطريق فلما رآه اقبل إليه بعد ما قتل غلامه وركب جواده ايقن عدو الله بالهلاك وعلم إنه أن ولى قتله بلا محالة وأن وقف اهلكه فلما نظر ضرار إلى عدو الله علم ما عنده فهجم عليه إذ نظر إلى الروم وقد خرج منهم دوس وذلك أن وردان لما نظر إلى.