للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفتحوا الباب واذ هم مائة رجل من كبرائهم وعلمائهم فلما قربوا من عسكر أبي عبيدة تبادر إليهم وأزلوا عنهم الصلبان إلى أن وصلوا خيمة أبي عبيدة فرحب بهم وأجلسهم وقال أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أتاكم عزيز قوم فأكرموه وتكلموا في أمر الصلح" وقالوا: أنا نريد منكم أن تتركوا كنائسنا ولا تنقضوا علينا منها كنيسة وهي الجامع الآن بدمشق فقال لهم أبو عبيدة: جميع الكنائس لا يؤمر بهدمها قال وكان في دمشق كنائس واحدة تسمى كنيسة مريم وكنيسة حنا وكنيسة سوق الليل وكنيسة انذار وهي عند دار عبد الرحمن ذرة فكتب لهم أبو عبيدة كتاب الصلح والأمان ولم يسم فيه اسمه ولا اثبت شهودا وذلك لانه لم يكن أمير المؤمنين فلما كتب لهم الكتاب تسلموه منه وقالوا له: قم معنا إلى البلد قال فقام أبو عبيدة وركب معه أبو هريرة ومعاذ بن جبل ونعيم بن عمرو وعبد الله بن عمرو الدوسي وذو الكلاع الحميري وحسان بن النعمان وجرير بن نوفل الحميري وسيف بن سلمة ومعمر بن خليفة وربيعة بن مالك والمغيرة بن شعبة وأبو لبابة بن المنذر وعوف بن ساعدة وعامر بن قيس وعبادة بن عتيبة وبشر بن عامر وعبد الله بن قرط الاسدي وجملتهم خمسة وثلاثون صحابيا من اعيان الصحابة رضي الله عنهم وخمسة وستون من أخلاط الناس فلما ركبوا وتقدموا نحو الباب قال أبو عبيدة: أريد منكم رهائن حتى ندخل معكم فأتوه برهائن وقيل أن أبا عبيدة رأى في منامه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: تفتح المدينة أن شاء الله تعالى في هذه الليلة فقلت: يا رسول الله أراك على عجل قال: لاحضر جنازة أبي بكر الصديق قال فاستيقظت من المنام.

قال الواقدي: وقد بلغني أن أبا عبيدة لما دخل دمشق بأصحابه سارت القسس والرهبان بين يديه على مسرح الشعر وقد رفعوا الإنجيل والمباخر بالند والعود ودخل أبو عبيدة من باب الجابية ولم يعلم خالد بن الوليد لانه شد عليهم بالقتال قال وكان هناك قسيس من قسس الروم اسمه يونس بن مرقص وكانت داره ملاصقة للسور مما يلي باب شرقي الذي عنده خالد وكان عنده ملاحم دانيال عليه السلام وكان فيها أن الله تعالى يفتح البلاد على يد الصحابة ويعلو دينهم على كل دين فلما كانت تلك الليلة نقب يونس من داره وحفر موضعا وخرج على حين غفلة من أهله واولاده وقصد خالدا وحدثه إنه خرج من داره وحفر موضعا والآن أريد أمانا لي ولاهلي ولاولادي قال فأخذ خالد عهده على ذلك وانفذ معه مائة رجل من المسلمين أكثرهم من حمير وقال لهم: إذا وصلتم المدينة فارفعوا أصواتكم بأجمعكم واقصدوا الباب واكسروا الأقفال وأزيلوا السلاسل حتى تدخلوا أن شاء الله تعالى قال ففعل القوم ما أمرهم به خالد رضي الله عنه وساروا ومضى أمامهم يونس بن مرقص حتى دخل بهم من حيث خرج فلما حطوا في داره تدرعوا واحترسوا ثم خرجوا وقصدوا الباب واعلنوا بالتكبير قال فلما سمع.

<<  <  ج: ص:  >  >>