(٢) هذا باب يذكره أكثر القراء في آخر السورة، مبينين فيه ما فيها من اختلاف في الياءات، والياءات قسمان: ياءات الإضافة وياءات الزوائد. فياء الإضافة: عبارة عن ياء المتكلم، وهي ضمير يتصل بالاسم والفعل والحرف؛ فتكون مع الاسم مجرورة المحل، ومع الفعل منصوبته، ومع الحرف منصوبته ومجرورته بحسب عمل الحرف نحو (نفسي وفطرتي - وإني - ولي). وقد أطلق أئمتنا ﵏ هذه التسمية عليها تجوزا مع مجيئها منصوبة المحل غير مضاف إليها نحو إِنِّي، و آتانِي. أما ياءات الزوائد: فهي زوائد على الرسم تأتي في أواخر الكلم، وتنقسم إلى قسمين: أحدهما: ما حذف من آخر اسم منادى نحو: يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ، و يا أَبَتِ. وهذا القسم مما لا خلاف في حذف الياء منه، وقد استغني بالكسرة عنها. وثانيهما: تقع الياء فيه في الأسماء والأفعال نحو الدَّاعِ، و إِذا يَسْرِ. وضابطه: أن تكون الياء محذوفة رسما مختلفا في إثباتها وحذفها وصلا أو وصلا ووقفا، فلا يكون أبدا بعدها - إذا ثبتت ساكنة - إلا متحرك. والفرق بين ياءات الإضافة وياءات الزوائد: أ - أن ياءات الإضافة ثابتة في المصحف، وياءات الزوائد محذوفة. ب - ياءات الإضافة تكون زائدة على الكلمة، أي ليست من الأصول فلا تجيء لا ما من الفعل أبدا، وياءات الزوائد تكون أصلية وزائدة فتجيء لا ما من الفعل مثل يَوْمَ يَأْتِ. ج - الخلاف في ياءات الإضافة جار بين الفتح والإسكان، أما في ياءات الزوائد فالخلاف بين الحذف والإثبات. الكشف (١/ ٣٢٤ و ٣٣١) شرح ابن الفاصح ١٣٢ و ١٤٠. انظر النشر: (٢/ ٣٣٢ و ٣٥٥)، والإتحاف: ١٠٨ و ١١٣. (٣) شرع المؤلف ﵀ في ياءات الإضافة. انظر النشر: (٢/ ٤٤٨)، الإتحاف: ١٦٩. (٤) الموضعان في ٣٠ و ٣٣ من هذه السورة.