عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها وقال الحميدي ثنا إبراهيم بن أبي حية التيمي حدثنا حميد الأعرج عن مجاهد قال: ختمت على ابن عباس تسع عشرة ختمة كلها يأمرني أكبر فيها من (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ) وقال سلمة بن كهيل كان مجاهد ممن يريد بعلمه اللّه وله اختيار في القراءة ورواه الهذلي في كامله بإسناد غير صحيح، مات سنة ثلاث مائة وقيل: سنة أربع وقيل: سنة اثنتين وقد نيف على الثمانين يقال مات وهو ساجد رحمه اللّه تعالى. (١) عبد اللّه بن السائب بن أبي السائب صيفي بن عابد بن عمر بن مخزوم أبو السائب وقيل: أبو عبد الرحمن المخزومي قارئ أهل مكة له صحبة، روى القراءة عرضا عن أبي بن كعب وعمر بن الخطاب، عرض عليه القرآن مجاهد بن جبر وعبد اللّه بن كثير فيما قطع به الداني وغيره، روينا من طريق الشافعي ﵀ قال مجاهد: كنا نفخر على الناس بقارئنا عبد اللّه بن السائب وبفقيهنا ابن عباس وبمؤذننا أبي محذورة وبقاضينا عبيد بن عمير، توفي في حدود سنة سبعين في إمرة ابن الزبير. قال ابن أبي مليكة: رأيت عبد اللّه بن عباس لما فرغ من دفن عبد اللّه بن السائب وقف على قبره فدعا له، ثم انصرف. (٢) عبد اللّه بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة بن عامر بن عبد اللّه بن عمران اليحصبي بضم الصاد وكسرها نسبة إلى يحصب بن دهمان بن عامر بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ابن عابر وهو هود ﵇ وقيل: يحصب بن مالك بن أصبح بن أبرهة بن الصباح وفي يحصب الكسر والضم فإذا ثبت الكسر فيه جاز الفتح في النسبة فعلى هذا يجوز في اليحصبي الحركات الثلاث وقد اختلف في كنيته كثيرا والأشهر أنه أبو عمران إمام أهل الشام في القراءة والذي انتهت إليه مشيخة الإقراء بها. قال الحافظ أبو عمرو: أخذ القراءة عرضا عن أبي الدرداء وعن المغيرة بن أبي شهاب صاحب عثمان بن عفان وقيل: عرض على عثمان نفسه. قلت: وقد ورد في إسناده تسعة أقوال أصحها أنه قرأ على المغيرة الثاني أنه قرأ على أبي الدرداء وهو غير بعيد فقد أثبته الحافظ أبو عمرو الداني الثالث أنه قرأ على فضالة بن عبيد وهو جيد الرابع سمع قراءة عثمان وهو محتمل الخامس أنه قرأ عليه بعض القرآن ويمكن السادس أنه قرأ على واثلة بن الأسقع ولا يمتنع السابع أنه قرأ على عثمان جميع القرآن على معاذ وهو واه وأما من قال: إنه لا يدري على من قرأ فإن ذلك قول ساقط أقل من أن ينتدب للرد عليه وقد استبعد أبو عبد اللّه -