قال: وبعض القراء يغلط ويورد هذه الأبيات لعبد اللّه بن كثير: بني كثير كثير الذنوب … ففي الحل والبل من كان سبه قال: وإنما هي لمحمد بن كثير أحد شيوخ الحديث قلت: وممن أوردها لابن كثير القارئ أبو طاهر بن سوار وغيره وكان فصيحا بليغا مفوها أبيض اللحية طويلا جسيما أسمر أشهل العينين يخضب بالحناء عليه السكينة والوقار. قال الأصمعي: قلت: لأبي عمرو قرأت على ابن كثير قال: نعم ختمت على ابن كثير بعد ما ختمت على مجاهد وكان ابن كثير أعلم بالعربية من مجاهد. قال ابن مجاهد: ولم يزل عبد اللّه هو الإمام المجتمع عليه في القراءة بمكة حتى مات سنة عشرين ومائة وقال سفيان بن عيينة حضرت جنازة ابن كثير الداري سنة عشرين ومائة. (١) محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن محمد بن سعيد بن جرجة أبو عمر المخزومي مولاهم المكي الملقب بقنبل شيخ القراء بالحجاز ولد سنة خمس وتسعين ومائة وأخذ القراءة عرضا عن أحمد بن محمد بن عون النبال وهو الذي خلفه في القيام بها بمكة وروى القراءة عن البزي، روى القراءة عنه عرضا أبو ربيعة محمد بن إسحاق وهو أجل أصحابه ومحمد بن عبد العزيز بن عبد اللّه بن الصباح وإسحاق بن أحمد الخزاعي سمع منه الحروف ومحمد بن حمدون والعباس بن الفضل صهر الأمير وأحمد بن محمد بن هارون بن بقرة وأحمد بن موسى بن مجاهد ومحمد بن أحمد بن شنبوذ ومحمد بن موسى الزينبي وعبد اللّه بن أحمد البلخي وأحمد بن الصقر بن ثوبان وأحمد بن محمد اليقطيني وعلي بن الحسين بن الرقي وإبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي سمع منه الحروف ولم يعرض عليه ومحمد بن عيسى الجصاص وعبد اللّه بن عمر بن شوذب وأبو بكر محمد بن حامد العطار وعبد اللّه بن ثوبان وجعفر بن محمد السرنديبي وعبد اللّه بن حمدون كذا سماه الهذلي ولعله محمد وعبد اللّه بن جبير فيما ذكره الهذلي وهو من أقرانه ومحمد بن عمرو بن عون ونظيف بن عبد اللّه الكسروي في قول جماعة وقيل: بل قرأ على اليقطيني عنه واختلف في سبب تلقبه قنبلا فقيل: اسمه وقيل: لأنه من بيت بمكة يقال لهم القنابلة وقيل: لاستعماله دواء يقال له قنبيل معروف عند الصيادلة لداء كان به فلما أكثر منه عرف به وحذفت الياء تخفيفا وقد انتهت إليه رئاسة الإقراء بالحجاز ورحل الناس إليه من الأقطار قال أبو عبد اللّه القصاع: وكان على الشرطة بمكة لأنه كان -