كان رجل يقرأ على أبي عبد الرحمن فأهدى له فرسا فردها وقال ألا كان هذا قبل القراءة وقال قبل موته أنا أرجو ربي وقد صمت له ثمانين رمضان. قلت: وهو الراوي عن عثمان عن النبي ﷺ: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» وكان يقول: هذا الذي أقعدني هذا المقعد وما زال يقرئ الناس من زمن عثمان إلى أن توفي سنة أربع وسبعين وقيل: سنة ثلاث وسبعين قال: أبو عبد اللّه الحافظ: وأما قول ابن قانع مات سنة خمسمائة فغلط فاحش وقول حجاج عن شعبة أن أبا عبد الرحمن لم يسمع من عثمان ليس بشيء؛ فإنه ثبت لقيه لعثمان وكان ثقة كبير القدر وحديثه مخرج في الكتب الستة. (١) حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الإمام الحبر أبو عمارة الكوفي التيمي مولاهم وقيل: من صميمهم الزيات أحد القراء السبعة ولد سنة ثمانين وأدرك الصحابة بالسن فيحتمل أن يكون رأى بعضهم، أخذ القراءة عرضا عن سليمان الأعمش وحمران بن أعين وأبي إسحاق السبيعي ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وطلحة بن مصرف ومغيرة بن مقسم ومنصور وليث بن أبي سليم وجعفر بن محمد الصادق وقيل: بل قرأ الحروف على الأعمش ولم يقرأ عليه جميع القرآن قالوا استفتح حمزة القرآن من حران وعرض على الأعمش وأبي إسحاق وابن أبي ليلى وكان الأعمش يجود حرف ابن مسعود وكان ابن أبي ليلى يجود حرف علي وكان أبو إسحاق يقرأ من هذا الحرف ومن هذا الحرف وكان حمران يقرأ قراءة ابن مسعود ولا يخالف مصحف عثمان يعتبر حروف معاني عبد اللّه ولا يخرج من موافقة مصحف عثمان وهذا كان اختيار حمزة. قرأ عليه وروى القراءة عنه إبراهيم بن أدهم وإبراهيم بن إسحاق بن راشد وإبراهيم بن طعمة وإبراهيم بن علي الأزرق وإسحاق بن يوسف الأزرق وإسرائيل بن يونس السبيعي وأشعث بن عطاف وبكر بن عبد الرحمن وجعفر بن محمد الخشكني وحجاج بن محمد والحسين ابن بنت الثمالي -