(٢) عبد اللّه بن عياش بن أبي ربيعة بن عمرو أبو الحارث المخزومي التابعي الكبير. قيل إنه رأى النبي ﷺ، أخذ القراءة عرضا عن أبي بن كعب، وسمع عمر بن الخطاب، روى القراءة عنه عرضا مولاه أبو جعفر يزيد بن رومان، وهؤلاء الخمسة شيوخ نافع، وكان أقرأ أهل المدينة في زمانه، مات بعد سنة سبعين، وقيل: سنة ثمان وسبعين واللّه تعالى أعلم. (٣) أبو هريرة في اسمه عدة أقوال أقواها، وأشهرها عبد الرحمن بن صخر الدوسي الحافظ ﵁، وكان اسمه في الجاهلية عبد شمس أسلم سنة سبع هو وأمه، وروى ما لا يوصف عن النبي ﷺ، وقرأ القرآن على أبي بن كعب قرأ عليه غير واحد، وروى عنه نحو من ثمانمائة نفس وحديثه في مسند بقي بن مخلد أكثر من خمسة آلاف حديث، وكان إماما مفتيا فقيها صالحا حسن الأخلاق متواضعا محببا إلى الأمة روى عنه سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعبيد اللّه بن عبد اللّه وأبو صالح السمان وأبو حازم الأشجعي وعروة وابن سيرين وهمام بن منبه وسعيد المقبري، وكان آدم بعيد ما بين المنكبين ذا ضفيرتين أفرق الثنيتين يخضب بالحمرة، وقد ذاق جوعا وفاقة، ثم استعمله عمر ﵁ فأثرى، وكثر ماله، وولي إمرة المدينة زمن معاوية، وكان كثير العبادة والذكر، وقد مر في ولايته وهو يحمل حزمة حطب، -