للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عباس، وعن مرّة عن ابن مسعود، وعن أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:

«فهذا الإسناد إلى هؤلاء الصحابة مشهور في تفسير السدي، ويقع فيه إسرائيليات كثيرة، فلعل بعضها مدرج ليس من كلام الصحابة، أو أنهم أخذوه من بعض الكتب المتقدمة، والله أعلم» (١).

وجاء في رواية نقلها ابن كثير عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله الأنصاري، عن ابن عباس أنه قال: «يا معشر المسلمين، كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتاب الله الذي أنزله على نبيه أحدث أخبار الله، تقرءونه غضا لم يشب، وقد حدثكم الله تعالى أن أهل الكتاب قد بدّلوا كتاب الله وغيّروه، وكتبوا بأيديهم الكتاب، وقالوا: هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا، أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم؟ ولا والله ما رأينا منهم أحدا قط سألكم عن الذي أنزل عليكم» (٢). وهذه الرواية تدل على أن ابن عباس يرفض الأخذ عن أهل الكتاب، وقد لا تكون مناقضة لدلالة الرواية التي نقلناها عن أبي الليث السمرقندي من أن ابن عباس إذا أشكل عليه شيء من التفسير سأل الصحابة «والمسلمين من أهل الكتاب الذين قرءوا الكتب مثل كعب الأحبار ... » فهؤلاء قد أسلموا.

ج- ورد في أكثر من مصدر من المصادر القديمة أن ابن عباس، رضي الله عنه، قال: التفسير أربعة أوجه:

تفسير تعرفه العرب من كلامها.

وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، يقول: الحلال والحرام.

وتفسير يعلمه العلماء خاصة.

وتفسير لا يعلمه إلا الله، ومن ادّعى علمه فهو كاذب (٣).


(١) تفسير القرآن العظيم ١/ ٧٧.
(٢) المصدر نفسه ١/ ١١٨ - ١١٩.
(٣) ينظر: الكبرى: جامع البيان ١/ ٣٤، وابن تيمية: مجموع الفتاوى ١٣/ ٣٧٥ و ٣٨٤، والزركشي: البرهان ٢/ ١٦٤، والسيوطي: الإتقان ٤/ ١٨٨.

<<  <   >  >>