للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتقسّم الترجمة إلى ترجمة حرفية، أي نقل اللفظ بلفظ مرادف، وترجمة تفسيرية وهي ترجمة المعنى وبيانه (١)، وسواء ترجم القرآن ترجمة حرفية أم تفسيرية، ومهما توافر لتلك الترجمة من الدقة والإخلاص فإنها لا تسمى قرآنا، لأن القرآن موحى بلفظه ومعناه، والترجمة تفوّت الألفاظ ونظمها، إذا أمكن أن تحافظ على المعنى كاملا، وهو غير متيسر في الواقع (٢).

ونقل النووي عن إمام الحرمين قوله: «ترجمة القرآن ليست قرآنا بإجماع المسلمين، ومحاولة الدليل لهذا تكلف، فليس أحد يخالف في أن من تكلم بمعنى القرآن بالهندية ليست قرآنا، وليس ما لفظ به قرآنا، ومن خالف في هذا كان مراغما جاحدا، وتفسير شعر امرئ القيس ليس شعره، فكيف يكون تفسير القرآن قرآنا؟» (٣).

وخلاصة الموضوع أنه يمكن القول: إن ترجمة القرآن مهما كانت لا تسمى قرآنا، وإنما هي نوع من التفسير بلغة أخرى غير العربية، ومن ثم أجمع العلماء على عدم جواز قراءة القرآن بغير اللغة العربية في الصلاة أو في غيرها (٤).

[المبحث الخامس إعجاز القرآن الكريم]

الإعجاز مصدر الفعل أعجز، مثل الإحسان من أحسن، والإكرام من أكرم، والفعل الثلاثي عجز وعجز، ومضارعه يعجز، ويقال عجز عن الامر إذا قصّر عنه، وأعجزني فلان إذا عجزت عن طلبه وإدراكه، والعجز الضعف (٥).


(١) المصدر نفسه ٤/ ١١٥، وينظر: محمد حسين الذهبي: التفسير والمفسرون ١/ ٢٣.
(٢) ينظر: ابن تيمية: مجموع الفتاوى ٦/ ٥٤٢.
(٣) المجموع شرح المهذب ٣/ ٣٤٢.
(٤) ينظر: الزرقاني: مناهل العرفان ٢/ ٥٦ - ٦٠.
(٥) ابن منظور: لسان العرب ٧/ ٢٣٦ عجز.

<<  <   >  >>