لم يرتبط نزول جبريل عليه السّلام بالقرآن على النبي صلى الله عليه وسلم بأمر معين، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يملك اختيار الوقت الذي ينزل فيه القرآن عليه، فذلك أمر مرتبط بمشيئة الله تعالى، وما على الرسول إلا البلاغ المبين، فكان القرآن يتنزل عليه في الليل أو النهار، في السفر أو في الحضر، قائما أو قاعدا، ماشيا أو راكبا، من غير أن يكون له في ذلك رأي أو اختيار.
وكان نزول القرآن- مع ذلك- يواكب سير الدعوة، ويربّي المؤمنين ويسدد خطواتهم، ومن ثمّ فإن نزول عدد من الآيات والسور ارتبط بأحداث معينة، فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل من أصحابه أو من غيرهم. فربما أجاب من فوره، وربما انتظر نزول القرآن مبيّنا الجواب، أو موضحا الحكم، فإذا تأملت هذه الآيات الكريمة:
إذا تأملت هذه الآيات أحسست أن نزولها ارتبط بسؤال، ومن الآيات ما ارتبط نزوله بحادثة وقعت أو مشكلة ظهرت في المجتمع الإسلامي وقت التنزيل.
وقد عبّر السلف من الصحابة والتابعين، ومن جاء بعدهم من العلماء والدارسين، عن ذلك السؤال وتلك الواقعة أو المشكلة التي تنزل عقبها الآية أو الآيات بعبارة (سبب النزول) فيقولون: نزلت هذه الآية بسبب كذا، وهذه