للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العلمية، فتنوعت لذلك طريقة معالجة تفسير الآيات في هذه التفاسير ولكن جميعها تعتمد على النظرة العقلية والاجتهاد في التفسير بالرأي المبني على الدليل، وسوف نتحدث عن تفسير الرازي الذي يقف في مقدمة هذه المجموعة من التفاسير.

أما الرازي فهو محمد بن عمر بن الحسين، أبو عبد الله، فخر الدين المفسّر، المتكلم، إمام وقته في العلوم العقلية، وأحد الأئمة في العلوم الشرعية، صاحب المصنفات المشهورة، والفضائل الغزيرة المذكورة، ولد في شهر رمضان سنة ٥٤٤ هـ، ببلاد الري، وكانت وفاته في يوم الاثنين يوم عيد الفطر من سنة ٦٠٦ هـ بمدينة هراة (١).

وكانت قاعدة ثقافة الرازي واسعة جدا، يظهر ذلك من قائمة كتبه، فهي في معارف متنوعة، وفنون عدة: في العلوم النقلية والعقلية والطبيعية، فقد ألّف في تفسير القرآن، والفقه، واللغة، والأدب، والتاريخ، وعلم الكلام، والمنطق، والفلسفة، والرياضة، والفلك، والطب (٢).

وتفسير الرازي هو (التفسير الكبير)، ويسمى أيضا (مفاتيح الغيب)، وكان هناك شك في إتمام الرازي تأليف هذا التفسير، وقيل: إنه كتب معظمه وأتمه بعض المتأخرين (٣)، لكن رجح بعض الباحثين المحدثين أن يكون الرازي قد كتب التفسير كله (٤).


(١) تنظر ترجمة الرازي عند: الداودي: طبقات المفسرين ٢/ ٢١٣ - ٢١٧.
(٢) ينظر: محسن عبد الحميد: الرازي مفسرا ص ١٩ و ٣٥. والداودي: طبقات المفسرين ٢/ ٢١٦.
(٣) محمد الفاضل بن عاشور: التفسير ورجاله ص ١١٩، ومحمد حسين الذهبي: التفسير والمفسرون ١/ ٢٩١.
(٤) محسن عبد الحميد: الرازي مفسرا ص ٥٢ - ٦٣.

<<  <   >  >>