للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا محكمة الاستخراج على قواعد اللغة وعلومها» (١).

ومن الواضح أن مثل هذا المنهج يؤدي إلى أنماط عديدة من التفسيرات الذاتية، تتنوع بعدد المطبقين لمثل هذا المنهج تنوعا حتميا، وذلك بناء على اختلاف المواهب والاستعدادات الروحية التي هي منحة خالصة من فضل الله، وما حققه الصوفي بتأييد الله في طريقه من جهاد وتقدم، ومثل هذا التنوع يصبح خطرا ولا شك إذا قصد به أن يكون المرجع الأول والأخير للمسلم، مهما اختلفت درجته، لما يؤدي إليه من الاضطراب والبلبلة، ولكنه قد يصبح ثروة طائلة وزادا روحيا قيّما إذا وفّى الإنسان بالأصول العامة وأقام مقتضيات الأحكام الشرعية إجمالا وتفصيلا (٢).

وهذا المنهج هو موطن الضعف في هذا النوع من التفسير، بل هذا المنهج هو ممكن الخطر «ذلك لأن قضية الظاهر والباطن استغلت استغلالا سيئا لخدمة الكثير من العقائد الهدامة، وارتكبت في حق الظاهر القرآني جرائم خطيرة، حين أريد له أن يؤوّل لنصرة الأغراض المريضة والدعوات الجامحة» (٣).

ولضعف الأساس الذي يقوم عليه التفسير الصوفي أو الإشاري قال بعض السلف: «أما كلام السادة الصوفية في القرآن فليس بتفسير» (٤) لأنه ليس مبنيا على القواعد

المقررة في علم التفسير من الاعتماد على ما تقتضيه اللغة وما نقل من التفسير المأثور، وإنما هي شيء مبني على الرياضة الروحية التي قد تنفع في تهذيب النفوس، ولكنها لا تكفي في توضيح معاني القرآن.

ثانيا: أن يكون له شاهد شرعي يؤيده.

ثالثا: أن لا يكون له معارض شرعي أو عقلي.

رابعا: لا بد أولا من الاعتراف بالمعنى الظاهر.


(١) محمد كمال إبراهيم جعفر: التصوف ص ١٦٦.
(٢) محمد كمال إبراهيم جعفر: التصوف ص ١٦٦.
(٣) إبراهيم بسيوني: مقدمة تحقيق لطائف الإشارات ١/ ٣٧.
(٤) الزركشي: البرهان ٢/ ١٧٠، والسيوطي: الإتقان ٤/ ١٩٤.

<<  <   >  >>