للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو علي: في قولك: عليك ضميران:

أحدهما مرفوع وهو ضمير الفاعل في النية.

والآخر مجرور وهو الكاف.

وكِلا الضميرين للمُخاطَب المأمور.

وفي قولك: (عَلَيَّ) ضميران:

أحدهما: للمخاطَب المأمور وهو مرفوع.

والآخر: للمُتكلِّم وهو الياء، وهو مجرور.

فإذا قلت: عليك أنت نفسَك، جاز في (نفسك) الرفع على أن تحمله على الضمير المرفوع، وجاز فيه الجر على أن تحمله على الضمير المجرور.

فإذا قُلت: عَلَيَّ أنا نفسي، لم يجز أن يكون قولك: أنا نفسي مرفوعًا، ولا يجوز فيه إلا الجر، لأنه تأكيدٌ لضمير المتكلم المجرور وهو الياء. ولا يجوز أن تحمله على الضمير المرفوع الذي هو للمُخاطَب لأنك لو فَعلت ذلك لجعلت المُخاطب مُتكلِّمًا وهذا مُحال، فإن أردت أن تحمله على الضمير المرفوع قلت: عَلَيَّ أنت نفسُك زيدًا كقولك: أوْلِني أنت نفسُك زيدًا، فتحمل مُخاطبًا على مُخاطب ولا تجعل المخاطب مُتكلِّمًا فيستحيل.

وقال أبو علي: الشَّبه بين (حِدْرَك، وعليك) أن كلَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>